دعا سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة، السيد يوسف يوسفي، بنيويورك، إلى تكريس الحق في التغذية كأحد ركائز حقوق الإنسان، خاصة بعد تزايد عدد الفقراء جراء الأزمة الغذائية، مستبعدا علاقة أسعار البترول بارتفاع أسعار المواد الفلاحية• وأشار في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الخاص للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأممالمتحدة المخصص للأزمة الغذائية العالمية، إلى أنه يتعين على المجموعة الدولية تقديم دعمها لتجسيد الحق في التغذية في ظل الأمن الغذائي والبشري• وأوضح السفير الجزائري، حسبما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية، أن الأولوية في الوقت الراهن تعود للجانب الإنساني وتتمثل في إطعام السكان الذين هم في حاجة ماسة من خلال رفع حجم المساعدات الإنسانية الموجهة للدول الأكثر فقرا وعلى الأممالمتحدة العمل على البحث عن حلول على المدى البعيد لاسيما من خلال تحسين الإنتاجية• كما أوضح أن الأزمة الحالية تساهم في ارتفاع عدد الفقراء والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم• وفي سياق حديثه عن أسباب الأزمة الغذائية، ذكر السيد يوسفي أسبابا داخلية وأخرى خارجية تتعلق أساسا بالهيمنة التي تمارسها بعض المؤسسات على المنتجات الفلاحية الأساسية كالحبوب والحليب والزيوت• وأكد ذات المتحدث، عكس ما يتم تداوله، فإن "أسعار البترول ليست السبب المباشر في ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية، حتى وإن ارتبطت أسعارها نوعا ما بأسعار المنتجات الطاقوية، مضيفا أن نسبة ارتفاع أسعار المنتجات الأساسية كانت أهم من نسبة ارتفاع أسعار البترول"• ومن بين أسباب هذه الأزمة، ذكر سفير الجزائر، أيضا انخفاض نسبة الإنتاج الفلاحي في الدول النامية كنتيجة للسياسات الفلاحية التي تقوم على مبدأ المزايا التفضيلية• وفي هذا الصدد، أوضح السيد يوسفي أن السياسات المتبعة وفقا لمنظور منظمة التجارة العالمية والهيئات المالية الدولية أثرت بشكل كبير على الزراعات المعيشية التي تم التخلي عنها لصالح زراعات المضاربة• وأبرز السيد يوسفي ضرورة "تنسيق الجهود لضمان تكامل السياسات الوطنية والدولية لاسيما فيما يتعلق بالإنتاجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع بغية التقليص من أثر الأزمة•