في الوقت الذي تنتظر فيه الرئاسة الفرنسية موافقة دول الضفة الجنوبية على مشروع الاتحاد من أجل المتوسط خلال الاجتماع ال 15 للمنتدى الأورومتوسطي، الذي سينعقد غدا بالجزائر، اعترفت مصادر من الاتحاد الأوروبي بعدم وجود مسؤول بإمكانه رفع اللبس حول الغموض الذي ما يزال يكتنف مشروع من المقرر الإعلان الرسمي عن ميلاده بعد شهر فقط• حيث أكدت النائب الأوروبي "بياتريس باتري" في تصريحات، أول أمس، أن النوايا الحقيقية لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط لصاحبه الأصلي الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" مجهولة إلى غاية الآن، ولم تتوضح غاياته ولا الجدوى منه، وقاسمت النائب حق بعض الدول من الضفة الجنوبية للمتوسط منهم الجزائر في التردد عن الموافقة على المشروع للسماح لأصحابه التقدم به نحو الأمام، كون المحتوى العملي للمشروع لم يتضح ولم يحدد مصدر تمويل المشاريع التي وعدت بها أوروبا لفائدة دول الجنوب، في إطار الإتحاد من أجل المتوسط وتتعلق بالبيئة، الأمن والاقتصاد• واعتبرت النائب "بياتريس باتري" أن التمكن من تجسيد الإتحاد من أجل المتوسط يحتاج إلى وجود مؤسسات واضحة وليس الاكتفاء بمجرد اجتماعات وندوات تقود إلى فشله، مثلما حدث لمسار برشلونة• وفي سياق حديثها عن هذا الأخير، قالت "بياتريس باتري" أنه ينبغي تحاشي الوقوع في أخطاء مسار برشلونة، والمتمثلة في عمل أوروبا على فرض رزمة من ملفات التعاون على دول جنوب المتوسط، والتي تنحصر في المسائل الأمنية من الهجرة وتبييض الأموال والإرهاب"، في حين ترتكز حاجة دول الجنوب على تحقيق تنمية إقتصادية وإجتماعية وتحسين مستوى معيشة شعوبها، وهو ما أدى حسبها إلى نشوء "أزمة ثقة خطيرة" بين دول الجنوب والشمال• كما أشار نفس المصدر، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، أن مشروع الإتحاد يتضمن مشاريع لم تحقق في إطار مسار برشلونة، من بينها القضاء على التلوث في البحر الأبيض المتوسط أو المسائل الطاقوية• ويعمل المشاركون غدا، في الاجتماع ال 15 لدول المنتدى الأورمتوسطي برئاسة "مراد مدلسي"، وهم وزراء خارجية كل من مصر، تونس، المغرب، ومن الشمال فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، تركيا ومالطا، إلى جانب مشاركة سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، وليبيا بصفتها الرئيس الحالي لاتحاد المغرب العربي، انطلاقا من فكرة واحدة، قد يحصل على أساسها إجماع على الإتحاد من أجل المتوسط، وتتمثل في اعتبار الإتحاد من أجل المتوسط مشروعا سياسيا واقتصاديا لا بد أن يضيف شيئا جديدا لمسار برشلونة، وأن تكون له نتائج مباشرة على معيشة شعوب حوض المتوسط، حيث سيخصص أكبر جزء من الإجتماع لمناقشة أهداف المشروع ومؤسساته• وفي جدول أعمال المنتدى أيضا، بحث الأوضاع في منطقة حوض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة•