الكتاب السادس من دفاتر التدوين يكتب الأمة لا بما هي مشكلات وأزمات وأشواق وطموح، ولكن بما هي خطاب وطرائق صوغ، يكتب إرثها بما هو رؤية للكون، ولذلك فإن الهاجس هنا على رغم اتصاله بسرد الهوية، وثيق الصلة بالعالم، لا الشعب، بالكائن الإنساني لا المواطن، أو لنقل بدقة إن إشكاليات "المشروع القومي" في صورته التقليدية تخفت هنا، فيتداخل البحث عن هوية أمة، بالبحث عن هوية إنسانية، مثلما تنهار الحدود بين النصوص فتتجاور وتنصهر في لحظات• كتاب "رن" رحلة، والرحلة حركة بين نقطتين، بدء وانتهاء• لكن رحلة السارد رحلة مسافر في الأمكنة، والأمكنة تحولها إلى رحلة في الزمن• بداية الرحلة يسميها الكاتب "خرجة" لا "خروج"، فالخروج يشير إلى المرتحل، أما الخرجة فهي فضلاً عن دلالة الخروج الدنيوي، تشير إلى الرحيل عن الدنيا، فخرجة الميت تعني ذهاب جسده المسجّى في تابوت إلى القبر، هل يحمِّل الكاتب اللفظة ازدواجاً دلالياً، فتصبح "خرجته" معادلة لصلاة الرهبان على "العضو الجديد" الذي "أمات" الدنيا، وخرج منها؟ ليس ثمة ما يمنع من هذا التأويل، بل هناك ما يدعمه في ثنايا النص وشقوقه• على أي حال، الرحلة هنا إلى الجنوب، ومسقط رأس الكاتب، وفضاء اللغة الأم، لذلك لا يمكن تحديد بداية لها• صحيح أن الكاتب يصوغ سارداً خرج باحثاً عن الحقيقة على المستوى الوقائعي، لكن تحديد بداية للرحلة يعني قراءتها في مستوى أول فقط، وحين يتم "سبر" أغوار الرحلة يكتشف القارئ أنها رحلة "مجازية"، رحلة السفر عبر الأزمنة والأمكنة، ورحلة "الولد" الصوفي بلغة الغزالي أو المريد، الذي هو الابن الباحث عن أبيه، المتعدد الأسماء: ذو النون المصري، محيي الدين ابن عربي، هرمس، الفرعون الرمز••• إلخ• لذلك، ليست للرحلة هنا بداية، ذلك أن العالم لا ينقص ولا يزيد، والزمن لا يتعدد إلا ظاهراً، أو لنقل بدقة ان زمن الحداثة الفارغ المتجانس، ليس سوى طبقة من طبقات الزمن "الدائري" الذي لا بدء له ولا انتهاء• ولذلك، فإن المكان "متاهة"• العثور على تمثال لبوذا من القرن الثاني في باكستان تمكن الباحثون بإدارة الآثار والمناجم في باكستان من العثور على تمثال يسمى بوذاساتيفا ماترييا يعود إلى القرن الثاني بعد الميلاد ومعمول من الصخر الأسود والذي يدعى بادال بور وقد عثر عليه على بعد 13 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من متحف مدينة تاكسلا التي تعج بالآثار القديمة وتبعد مسافة 50 كيلومترا عن العاصمة اسلام اباد• وصرح الدكتور محمد اشرف خان مدير إدارة البحوث والاستكشافات الأثرية الفيدرالية بالحكومة الباكستانية الذي قام بعمليات التنقيب والمسؤول عن الحفاظ على المقتنيات الأثرية بالمنطقة، صرح للصحفيين في اسلام اباد بأنه تم العثور على تمثال بوذاساتيفا ماترييا الذي يعني "بوذا المستقبل"• وقال إن التمثال "ينتمي إلى القرن الثاني الميلادي ويعود إلى عائلة كشنشكا الأولى الملكية ويبلغ طوله قدمين وعرضه 16 انشا"• وقال إنه تم أيضا العثور على مواد أثرية قديمة أخرى وثلاثة معامل للطحين وعليها كتابات أثرية قديمة تبين أسماء أصحابها وكذلك على عشر قطع نقدية حديدية وأربعة اجراس• قاعة الاجتماع وجدت بحالة جيدة ويتم المزيد من التنقيب عليها والحفاظ على أجزائها لإعادتها إلى شكلها الطبيعي• وقال إن هذا يعد اكتشافا هاما بمنطقة وادي تكسلا والمتعلق بحضارة الجاندرا التي كانت سائدة في هذه المنطقة مثلها في ذلك مثل الديانة البوذية• وتكتسب الاكتشافات أهميتها في أنها سوف تجذب انتباه السياح وخصوصا من الدول التي تدين بالبوذية مثل اليابان على سبيل المثال والتي يحضر السياح منها بالعشرات للبحث عن الآثار البوذية القديمة ولا تقتصر زياراتهم هذه على باكستان بل تتعداها إلى اندونيسيا والهند وغيرها من هذه الدول، كما يقول السياح اليابانيون الذين قللت الأوضاع الأمنية غير المواتية من قدومهم إلى باكستان ولكن من المتوقع أن تتغير الأوضاع مع وصول حكومة مدنية إلى السلطة في هذا البلد•