أثبتت نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط مرة أخرى أن مناطق الجنوب مازالت تعاني من عدة مشاكل حالت دون الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها والتي سطرتها وزارة التربية في إطار الإصلاحات الجديدة، رغم أن وزير التربية الوطنية وعد أكثر من مرة في خرجاته الميدانية والندوات الصحفية التي كان ينظمها بعد الإعلان عن نتائج الامتحانات في الأطوار الثلاثة بتحسين النتائج في هذه الولايات من خلال تخصيصه مبالغ مالية كبيرة لتزويد التلاميذ بمختلف الشروط الضرورية من قاعات مكيفة وتأثيث جميع قاعات التمدرس والإطعام بما فيه النقل، لكن رغم كل هذه المساعي التي تحدث عليها نفس المسؤول إلا أن مناطق الجنوب مازالت تسجل نتائج هزيلة مقارنة بمناطق الداخلية والشمالية• واعترف الأمين العام للوزارة، أبو بكر خالدي، في الندوة الصحفية التي نظمها أمس بمقر الوزارة حول امتحانات نهاية التعليم الابتدائي والمتوسط بأن الولايات الجنوبية مازالت لم تخرج من دائرة الخطر فيما يخص نتائج الامتحانات المذكورة، مشيرا إلى أن المسؤول الأول على القطاع، أبو بكر خالدي، اتخذ قرارا يقضي بعدم تحميل مسؤولي التربية بالولايات الجنوبية التي سجلت فيها معدلات جد هزيلة في امتحان شهادة التعليم المتوسط مسبقا، مشيرا إلى كل من ولايات تمنراست التي احتلت المرتبة الأخيرة بمعدل نجاح وصل إلى 40•15 بالمائة وإليزي في المرتبة ما قبل الأخيرة بمعدل 20•11 بالمائة وتأتي بعدها ولاية أدرار بمعدل 41•25 بالمائة• وأضاف المتحدث أن الوزارة قررت فتح تحقيق لتشخيص الأسباب الحقيقية التي تسببت في تقهقر نتائج ولايات الجنوب بدلا من اللجوء إلى الخيار الآخر القاضي باتخاذ إجراءات ردعية ضد هؤلاء المسؤولين، كما هو معمول به في السنة الماضية• ولم يستبعد أبو بكر خالدي أن تكون النتائج السيئة المسجلة في ولايات الجنوب لها علاقة مباشرة بالنقص الكبير في عدد الأساتذة، قائلا: "إن وجدنا الأمر هكذا فإن الوزارة ستتخذ إجراءات مشجعة لصالح أساتذة الشمال الذين يريدون التنقل إلى مناطق الجنوب لمزاولة عملهم" والتي حصرها في منح مالية وسكن•