اعتاد بائعو "السردين" على القدوم إلى بعض الأحياء في الفترات الليلية كسبيل جديد لعرض سلعهم التي ألف الكثير من الشباب اقتناءها، وكثيرا ما يتعلق أمر اللمة بأطباق السردين المشوي بالليمون وغيرها من الأصناف التي تسيل لعاب المارين، دون منازع وحسب الشاب "سعيد" بائع السردين ببومرداس فهو يقول "لقد اعتدت الذهاب للأحياء المجاورة ليلا لعرض سلعتي التي أصبحت تلقى ترحيبا من قبل بعض الشباب الذين ألفوا السهر والسمر في أجواء الشوارع سواء في الصيف أم الشتاء، والهدف هنا يكون السردين المشوي على الجمر"، ويضيف قائلا "الأرباح التي أدرها ليلا في بعض الأحيان أكثر من النهار، كما أن الشوارع تختلف فأغلبها تحتضن المسألة لكن معظمها إن لم نقل كلها تتموقع بالمناطق التي تحتوي على مساحات شاغرة تكون ملاذا للشواء بعيدا عن أعين بعض الأشخاص أو حتى المبادرة بالشواء في الأقبية الخاصة بالعمارات. ومع الزيادة الخاصة لسعر السردين بين الفترة والأخرى يكون على الشباب اقتناؤه على سبيل الحتمية أو الألفة في تناول هذا المنتوج في ساعات متأخرة من الليل، خصوصا في فترة الصيف التي تكون فيها المادة متوفرة ولطافة الجو تفرض نفسها فرضا دون منازع ليختلف الأمر بين المؤيد والمعارض في الحي الواحد، أو حتى جشع بعض البائعين المنتشرين بين هذه الأحياء والزيادة في الأسعار واستثمار الوضع في عديد من المرات، لتنقلب الوضعية إلى جمع المادة لا غير. وحسب الشاب "محمود" فهو يقول "نحن الشباب في الحي نقوم كل أسبوع بمعدل ثلاثة أيام بجمع النقود فيما بيننا لشراء السردين وشوائه بطريقة تقليدية على الأقل تبعث نفسا جديدا لحياتنا، إلا أن بعض بائعي هذه المادة يغتنمون الفرصة لمضاعفة الأسعار" . إلا أن المسألة تمتد إلى بعض الجيران الذين يتضايقون من التجمعات التي قد تدنو من مقرات سكناهم لاسيما إن تعلق الأمر بالمراكز السكنية المتموقعة بمحاذاة العمارات، وحسب السيدة نوال القاطنة بحي 800 مسكن فهي تقول: "قدوم الشباب للشواء تحت الشرفات والأقبية يسبب مشاكل كبيرة بداية من الفوضى والإزعاج جراء التجمعات الشبانية، وحتى بعض المعاكسات التي تكون بالصفير وإصدار بعض الأصوات التي لا طالما اشتكى منها السكان". وبهذه الأوجه المتعددة للظاهرة التي يختار بعض الشباب الفترات المسائية لشواء السردين فيها تتعدد خباياها باختلاف نوعية الشباب وشخصياتهم بين الساعي للهو وتمضية الوقت ودفع الملل وكثير من المعاكسة، أو الانفراد بالتمتع باللذة الخاصة بالسردين المشوي والليمون وإضافات أخرى تتعدى أنواعا أخرى من المقبلات والفاكهة التي لا بطل بينها سوى "السردين" من النوع الصغير لمذاقه اللذيذ.