العملية الانتحارية الاولى وقعت في حدود الساعة السادسة صباحا و3 دقائق، استهدفت فندق "صوفي" الواقع بمحاذاة أحياء سكنية راقية اختزلت مناظرها الفيلات المحيطة بمكان الحادث، وفي الجهة الخلفية وغير بعيد عن الفندق المذكور سابقا يوجد المركز الجامعي "العقيد آكلي محند أولحاج". وحسب شهادات بعض المواطنين ممن التقت بهم "الفجر" في حدود الساعة الحادية عشرة والربع في محيط مكان التفجير الانتحاري، فإن الإرهابيين استهدفوا عمال الشركة الكندية "أس-أن-سي لافانا" المختصة في بناء السدود وهي المشرفة حاليا على إنجاز محطة تصفية المياه المستعملة المربوطة بسد "كدية أوسردون" بمنطقة جباحية عبر الطريق الوطني رقم 5 . واستعمل الانتحاري، حسب تصريحات المواطنين نفسهم سيارة من نوع "رونو كليو" كان يقودها بسرعة محملة بالمتفجرات اصطدمت بحافلة من نوع "طويوطا" تنقل العمال الجزائريين الذين يشتغلون في "سد كدية أسردون" وهي ملك للشركة الكندية المذكورة سابقا، حيث كان على متنها أثناء توقيت الانفجار 22 عاملا توفي منهم 11 شخصا، حسب تصريح سائقها المدعو (ل.م) البالغ من العمر 32 سنة والذي نجا بأعجوبة من موت محتوم، هذا الأخير التقينا به في مستشفى "محمد بوضياف" بالبويرة وهو يتلقى الإسعافات الأولية. كما ذكر بعض السكان المجاورين لفندق "صوفي" : "ظننا أن الأمر يتعلق بزلزال، لكن بمجرد أن خرجنا إلى الشارع صدمنا مما رأينا وشاهدنا .. جثث متفحمة، قطع لحم بشرية مرمية هنا وهناك، إضافة إلى قطع الغيار المحترقة بما فيها محرك وهيكل السيارة المفخخة، وهو ما وقفنا عليه ونحن نتجول في مكان التفجير الإرهابي، حيث ضربت مصالح الأمن طوقا أمنيا مع توزيع مكثف لأعوان الشرطة، إضافة إلى عناصر من الشرطة العلمية وهم منكبون في جمع الشظايا وبقايا السيارة المفخخة التي أحدثت حفرة عمقها يقارب 50 سم ووصل قطعها على بعد عشرات الأمتار من مكان العملية الإرهابية. إلى جانب الضحايا المدنيين من قتلى وجرحى، خلفت العملية الانتحارية الأولى خسائر مادية تمثلت في تخريب كلي لوكالة تجارية تابعة لمتعامل الهاتف النقال "جيزي" وإحدى الصيدليات المجاورة لها، إضافة إلى تحطم زجاج نوافذ الفندق. أما العملية الإرهابية الثانية والتي نفذها كذلك انتحاري بسيارة من نوع "رونو كونغو" بيضاء اللون بعد حوالي 3 دقائق من العملية الإرهابية الاولى، أي في حدود الساعة السادسة و9 دقائق، حسب شهود عيان كانوا غير بعيدين عن مكان الحادث أثناء وقوع الانفجار وهي العملية التي استهدفت مقر القطاع العسكري العملياتي بولاية البويرة، مخلفة ضحية واحدة وهو عسكري وجرح 7 أشخاص مدنيين، حسب شهادات ممن التقت بهم "الفجر" أمس في محيط العملية الانتحارية الثانية. وأضاف من تحدثت إليهم "الفجر" أن السيارة المفخخة كان يقودها طفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات اصطدم ببوابة القطاع العسكري العملياتي مرتين متتاليتين قبل أن تنفجر السيارة التي كان يقودها، ووجد أحد أصابعه مرمية بمكان الحادث الذي منعنا من الاقتراب منه لدواع أمنية تتعلق بعمل المصالح الأمنية التي كانت متواجدة بالمكان. بعدها مباشرة وفي حدود منتصف النهار و40 دقيقة، تنقلنا إلى مستشفى "محمد بوضياف" بالبويرة حيث وجدناه يعج بأفراد الشرطة وأهالي الضحايا، خاصة الجرحى الذين وجدناهم في قاعة خصصت لهم من بينهم رجال، نساء وأطفال تعرضوا إلى كسور، حروق وجروح على مستوى الأطراف العليا والسفلى وكان عددهم 22 شخصا. سائق حافلة "طويوطا" الناجي من العملية الارهابية ل "الفجر" شدة الإنفجار غيرت اتجاهها وحولت جثث العمال إلى أشلاء متفحمة ومن بين الجرحى، تحدثنا إلى سائق حافلة "طويوطا" التي استهدفها الانتحاري بالسيارة المفخخة ويتعلق الأمر بالسيد "ل.م" البالغ من العمر 32 وجدناه ممددا على سرير المستشفى وقد تلقى الإسعافات الأولية، حيث أكد لنا أن عمله المعهود دائما نقل العمال الجزائريين من محطة الحافلات بالبويرة وكذلك من فندق "صوفي" إلى ورشات العمل التابعة للشركة الكندية (أس.أن.سي لافانا) المشرفة على إنجاز "سد كدية أوسردون"، وصباح أمس توقفت لبعض دقائق منتظرا خروج العمال المقيمين مؤقتا بالفندق وكان قد ركب في الحافلة 22 عاملا، تفاجأت بانفجار في مؤخرة الحافلة، شدة الانفجار حركت الحافلة في الاتجاه المعاكس ولم أتفطن إلا والنيران تهاجمني فرحت أستعمل قدماي لإطفائها لأفقد الوعي مباشرة ولم أستفق إلا وأنا في المستشفى".