ناهيك على الفوضى التي يشتغلون فيها أصحاب هذه السيارات ، حيث يشتغلون ويتوقفون كما يحلوا لهم ليبقى زوار هذه المنطقة الذين ليس لهم وسيلة نقل خاصة رفقة عائلاتهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا والمطر شتاءا ،ينتظرون قدوم وسيلة نقل من أجل الذهاب إلى الحمام أما أثناء العودة فانك ستكون مضطرا إلى مغادرة المنطقة قبل الرابعة مساء وأن تكون خفيف الحركة حتى تتمكن من الحصول على مقعد بإحدى سيارات النقل الجماعي ، وإلا أنك ستضطر للعودة بسيارة فرود بسعر يحدده "الكلوندستان" وغير خاضع للمناقشة نظرا لقلة المواصلات ، معاناة المواصلات بحمام أولاد علي لا تقتصر على السياح فقط ، بل أن الأهالي القاطنين بتلك المنطقة يعانون هم أيضا نفس الظروف ، حيث أكد لنا بعض السكان أن معاناتهم تزداد خلال فترة التمدرس وخاصة في فصل الشتاء والربيع الذي يزداد فيه القادمين لهذه المنطقة من كل أرجاء الوطن ، حيث يعاني تلاميذ الطور المتوسط والثانوي ويلات النقل ذهابا وإيابا إلى عاصمة الولاية أو إلى بلدية الفجوج ،بالرغم من توفر القرية على حافلة للنقل المدرسي إلا أن ذلك غير كاف حسبهم ، وهم يطالبون من السلطات المحلية من أجل تزويد المنطقة بعدد أكبر من حافلات النقل حتى يتسنى لهم التنقل بأكثر راحة ، وكذلك لتشجيع السياحة بهذه المنطقة تذكرة المسبح ما بين 500و200دج للفرد الواحد ؟ ونحن نقوم بجولة داخل القرية السياحية صادفنا عدد من الزائرين قدموا من عدة مناطق متفرقة من الوطن ، لقضاء فترة استجمام واستحمام برفقة عائلاتهم ،عبروا لنا عن استيائهم من ارتفاع أسعار بعض المرافق ، مثل المبيت والمسبح الذي ذكر لنا أحدهم أنه لا يعقل أن تصل ثمن الدخول إلى المسبح للفرد الواحد إلى هذا السعر والتي يتراوح ما بين 200 و 500 دج ، خاصة وان أغلب العائلات لديها عدد كبير من الأطفال ، وهو ما يجعل أرباب العائلات حسب محدثنا في حيرة من أمرهم ، ناهيك عن ارتفاع ثمن الأكل لدى المطاعم الموجودة هناك ، وهو ما يعني أننا لم نتمكن بعد من إرساء ثقافة السياحة عندنا ، بالرغم من توفر بلادنا جميع الخيرات مما يؤهلها أن تكون الرائدة في استقطاب السياح على المستوى القاري وليس ألمغاربي يقول محدثنا . حمام البلدية لم يبق منه إلا الاسم من جهة أخرى أكد لنا عمي محمد وهو شيخ من ولاية سكيكدة ، تعود على المجيء إلى حمام أولاد علي منذ أن كان يوجد بالمنطقة إلا حمام البلدية ، أين فاجأنا بسؤال غريب لم نتمكن من الجواب عليه وهو لماذا لم تقوم البلدية بإنشاء مركب سياحي ، مثل ما قام به هؤلاء الخواص حتى تكون هناك منافسة والزبون يختار إلى أين يريد الاستحمام أو المبيت ، ولا تترك الحمام الفندق القديم الذي يبدو أنه لم يبق منه إلا الاسم حيث تكاد جدرانه تتهاوى من عدم الاهتمام والصيانة ، وهو ما وقفنا عليه حقا أثناء زيارتنا إلى الفندق وحمام البلدية فالجدران تناساها الزمن والأوساخ تشمئز منها الأنفس ، أما الحنفيات فقد أكلها الصدأ وكأنها لم تغير منذ سنوات ، ونحن نتساءل مثل عمي محمد لماذا لم تنجز البلدية مركب معدني سياحي على أنقاض الحمام والفندق القديم بتجهيزات تتماشى مع العصر يكون منافسا لمركبات الخواص من أجل ازدهار المنطقة سياحيا وتجاريا ؟