دعيني اعترف لك يا مدام فضيلة فاروق، أيتها المثقفة والأديبة الكبيرة أنك أبدعت فعلا في التنكر لبلدك وفي استحداث مفردات سبها ونعتها بأبغض وأسوأ النعوت.. لا تنسي أن هذا البلد هو الذي جعل منك ما أنت عليه .. ولحم كلماتك من خيراته .. أهذه هي مكافأتك له ؟! .. جعلت منه خردة الأوطان ..ومقالاتك المتكررة في الصحافة الوطنية والعربية شاهدة على ذلك وآخرها مقالك المنشور الثلاثاء الماضي في ملحق "الأثر" ب "الجزائر نيوز" .. لم يعد في الجزائر على ما يبدو شيء يصلح، شيء يليق بمقامك ومقام أمثالك .. ألهذه الدرجة شوهك المكان وسلب منك حقيقتك ؟ كنا نحسب أن لبنان الذي فتح لك أرضه وقلبه سيفتح لك أفقك . ولكن يبدو أنك أصبت فيه بلوثة انتمائية .. نعرف أنك تعشقين لبنان وبالتالي فأنت ترينه بعين الرضى الكليلة عن كل عيب ومن حقك هذا .. ثم من لا يعشق لبنان بلد الأرز والحضارة والفنون ولكن ليس لدرجة التنكر للأصل، بل والنقمة على الوطن الأم وكيل الشتائم له والتهديد بنشر غسيله على العالم .. من غير المشرف لك كجزائرية إن كنت لازلت تحسبين نفسك كذلك أن تشهري ببلدك .. وتفضحي على حد قولك جرائمه وسلوكات أهله وهمجيتهم على العالم .. تأكدي أن العالم لا ينتظر منك أن تقولي له من هي الجزائر ومن هم الجزائريون .. ثم هل الغسيل الوسخ مقتصرا على الجزائر؟ .. كل البلدان لها مستنقعاتها وأوساخها لا أعرف بلدا كامل الأوصاف ..الأوطان تحوي بشرا لا ملائكة .. وبما أنك حساسة متقززة لهذه الدرجة لما تلاحظين في الجزائر ألم يهزك قليلا ما يحدث يوميا في لبنان ؟ ومع كامل حبنا وتقديرنا للشعب اللبناني، لماذا لم يدهشك وينفرك الدم السائل في لبنان صباحا ومساءً بسبب وبلا سبب .. اللهم لا شماتة ولكن ألم تدهشك الجرائم الفظيعة التي تستهدف كل من هب ودب من السياسيين الى الفنانين الى الاعلاميين ..؟! إلا إذا ما عدت تحتملين جزائريتك .. وما عدت تجدينها على مقاسك ...لا أحد على كل يلزمك بها ولك أن تخلعيها وترتدين ما يحلو لك من جنسية أو هوية .. ولكن أن تتحاملي على الجزائر وتعيرينها بأقبح الأوصاف فهذا عيب .. وأن تبيعيها بزوج لبناني يفضل تمضية عطلة في الفلوجة على أن يقضيها في الجزائر فهذا عار .. لو كان أصلا مرتاحا في لبنانيته لما قصد فلوجة الملتهبة بالنار والحديد .. أم هل أنه يأكل الغلة ويسب الملة .. كان يمكن له أن يتعرض للسطو في قلب أمريكا أو حتى في مكةالمكرمة .. ومادمت تؤيدين رأي زوجك وتنصحي كل زائر للجزائر أن يتحسب ويتأهب لسطوات اللصوص وقطاع الطرق المجرمين الذين تعج بهم الجزائر على حد زعمك، فلم تزورينها كل مرة .. يا لخجل الجزائر بك ويا لخجلنا بك أيضا .. على كل لست أنت من يمكنه الحط أو النيل من الجزائر .. يبدو أن الغربة التي من المفروض أن تحدث فيك توسعة في أفكارك ورؤاك وتمكنك من امتلاك حقائق أوسع وتجعلك أكثر انفتاحا وعقلانية في أحكامك وفي كتاباتك لم تفلح سوى في تقوية فظاظتك وجحودك تجاه بلدك .. سوابقك يا مدام فضيلة كثرت في التهجم على بلدك وإشهار نقمتك عليه. وعليه، فأنا خائفة عليك منها .. وتأكدي أن كل ما في هذا الوطن غاضب منك ..