قبل باراك أوباما أول أمس ترشيح الديمقراطيين له في الانتخابات الرئاسية، في خطاب أمام نحو 75 ألفا، ختم مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر بولاية كولورادو اعتبر فيه الاقتراع الذي يجري في نوفمبر لحظة حاسمة وفريدة في تاريخ أمريكا. وحذر أوباما -في كلمة تابعها عشرات الملايين على التلفزيون في الولاياتالمتحدة وخارجها- الأمريكيين من اختيار غريمه الجمهوري جون ماكين، واعتبره امتدادا للرئيس الحالي جورج بوش وثماني سنوات من الأخطاء، وجاءت كلمة أوباما بعد ساعات من ترشيحه رسميا باسم الحزب الديمقراطي، الذي صادق على اختيار السيناتور جوزيف بايدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس. وتعهد أوباما بملاحقة القاعدة وشبكاتها، وبوضع جدول زمني لخروج القوات الأمريكية من العراق، وقال أنه لن يرسل قوات إلى الخارج إلا "لمهمة واضحة وبالتزام مقدس بأن تكون معهم جميع التجهيزات الضرورية للقتال". وسعى إلى تقديم خطة مفصلة لما ينوي فعله، ردا على من يقولون إنه ميال إلى الخطب الرنانة، وفصّل رؤيته في قضايا الضرائب والمناخ والصحة والمصاريف التعليمية، واستبق انتقادات -آتية لا محالة- في مؤتمر الحزب الجمهوري الاثنين القادم، بأن شن هجوما عنيفا على غريمه ماكين. وكان الخروج على العرف ونقل مؤتمر الحزب إلى ملعب كبير مغامرة كبرى بالنسبة لأوباما لأنها تكرس اتهاما جمهوريا يحاول تصويره على أنه نجم أكثر من كونه سياسيا محنكا. وأظهرت استطلاعات تقاربا في معدلات التأييد بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري، وجاء في أحدها أن غالبية ترى أن أوباما سيكون رئيسا "طيب الطباع"، في حين أن ماكين سيكون رئيسا "حاسما"، غير أن الاستطلاعات التي سيركز عليها الأسابيع القادمة هي التي تركز على شعور 18 مليون ناخب من أنصار هيلاري كلينتون التي خسرت السباق على مقعد الترشح الديمقراطي. ودعت هيلاري وزوجها بل كلينتون الأمريكيين إلى التصويت لأوباما، وأظهرت استطلاعات أن أكثر من نصف مؤيديها حولوا ولاءهم إلى المرشح الأسود، لكن أظهرت أيضا أن نحو خمسهم ما زالوا مترديين، بل أن آخرين باتوا يتطلعون إلى ماكين.