البطالة ضربت وما تزال تضرب أطنابها على شريحة الشباب بهاته الولاية من إطارات جامعية ، خريجي المعاهد والمراكز التكوينية ونسبة مهمة من جراء التسرب المدرسي، فأكثر من 40 ألف شاب بطال والعدد في تزايد مستمر من نسبة لأخرى ينتظرهم مستقبل مجهول، خاصة إذا علمنا أن فرصة الظفر بمنصب شغل قليلة جدا إن لم نقل منعدمة، وهذا بالنظر إلى قلة المؤسسات الاقتصادية بالولاية والمشاريع التنموية، التي من شأنها امتصاص مرارة هاته البطالة عدا الأمل المعلق على مشروع المنطقة الحرة والذي من شأنه توفير حوالي 100 ألف منصب شغل، إضافة إلى المشاريع الاستثمارية السياحية المختلفة والتي لاتزال تراوح مكانها منذ عدة سنوات. وفي ظل هذه الوضعية المزرية بتحمل أغلب شباب المنطقة أعباء الأسرة الكثيرة الأفراد وهو ما جعل الكثير منهم يفضلون الهجرة الداخلية إلى المدن الأخرى بحثا عن عمل لإعالة أسرهم وهناك من فضل قطع البحر مجازفا لتحسين مستوى معيشته ومعيشة عائلته.. وهناك من نجح وهناك البعض زادت حالته سواء. جامعيون ومتحصلون على البكالوريا يقضون عطلتهم في المزارع ! "نبيل. محمد، أحمد، أنيس، شباب في أوج عطائهم الفكري تحصلوا هذه السنة على شهادة البكالوريا بتقديرات متفاوتة إلا أن الظروف دفعتهم للعمل في الفلاحة كأجراء في محصول الفاصوليا أوالفلفل والدلاع وغيرها وهذا بأجرة زهيدة تتراوح بين 400 و500 دج لليوم الواحد والذي يكون حارا وشاقا. ويقول نبيل إن أصدقاءه الآخرين الذين درسوا معه طيلة السنة يقضون عطلتهم على شواطئ البحر وحتى خارج الوطن، في حين قدره جعله يكد ويجتهد من أجل ضمان دخول جامعي يليق به بعيدا عن مد الأيدي للأقارب سيما وأنه يتيم الأب ومتكفل بعائلة تتكون من 05 أفراد، وهي نفس آهات وتأوهات أحمد وأنيس، وغيرهم كثيرون من الطلبة الجامعيين الذين يضطرون في كل صيف للعمل في المزارع من أجل التكفل بأنفسهم عند الدخول الجامعي لأن عائلتهم جد معوزة ومن الطبقة الفقيرة ، وأمام هذه الظروف للعديد من شباب الولاية فإن العلاقة بينهم وبين الشواطئ جوفاء، بحيث نجد أن مصالح الحماية المدنية تسجل توافد أزيد من 03 ملايين مصطاف في الشهر الواحد إلا أن 70% من هذا الرقم قادمين من الولايات الأخرى للتمتع بشواطئ الكورنيش الجميلة سواء تعلق الأمر بالعنصر النسوي أو الشباب. ويعود هذا إلى كون شباب وعائلات جيجل لا تتمتع بشواطئ ولايتهم لعدة أسباب المادية منها والتقاليد المحافظة التي تعتبر ملامسة جسد المرأة لرمال الشواطئ تعديا على التقاليد والقيم، ونجد في معظم القرى والأرياف لجوء الشباب تحت ظلال الأشجار الوافة إلى لعبة "الدومينو"، أو "الفوانش" أو المشاركة في الفترة المسائية في الدورات الرياضية التي أصبحت تنظم هذا الموسم للفوز "بالكباش" ، كما حدث بمنطقة أولاد زكري بالشقفة أين كان "ملعب أيلايان مسرحا لدورة تنافسية شديدة إضافة إلى الدورة الاعتزالية للاعب "داود سويسي" أحد أمجاد الكرة الشقفية والجيجلية والتي تلقى اهتماما كبيرا من قبل زملائه سيما أن اللاعب يمر منذ فترة بحالة صحية حرجة. على كل الشباب بجيجل يعيش معاناة البطالة ونقص التكفل به سواء في إطار الحركة الجمعوية أو الإدارية ليجد نفسه يعيش رتابة يومية مملة، وإطارات يضطرون للعمل في المزارع المنتشرة على ضفاف أودية"النيلو بوقرعة، الكبير، وجن جن" لتوفير مصروفهم اليومي وهو ما يعني بأن العلاقة بينهم وبين الشوطئ جوفاء إلى إشعار آخر.