تُرى لماذا يصيب الجزائر المخاض السياسي كلما قربت الإنتخابات الرئاسية؟! لماذا تتم الإنتخابات البرلمانبة والبلدية دون مشاكل تذكر؟! ويتأزم الحال فقط عندما تتجه البلاد إلى الإنتخابات الرئاسية؟! في 1958 وقعت أزمة انتقال السلطة من قيادة الثورة إلى الحكومة المؤقتة .. وفي 1961 وقعت الأزمة عندما انتقلت السلطة من فرحات عباس إلى بن خدة..! وفي سنة 1962 وقعت أزمة عندما انتقلت السلطة من بن خدة إلى بن بلة .. وفي 1965 وقعت أزمة انتقلت فيها السلطة من بن بلة إلى بومدين.. وفي 1979 وقعت أزمة صامتة بين أعضاء مجلس الثورة عند انتقال السلطة من المتوفى بومدين إلى الشاذلي .. وفي 1992 وقعت أزمة عندما انتقلت السلطة من الشاذلي إلى بوضياف .. وبعدها وقعت أزمة عند انتقال السلطة إلى علي كافي .. ورغم المظهر السلمي لانتقال السلطة من كافي إلى زروال سنة 1994 إلا أن شبح الأزمة كان مخيما على البلاد. والكل يعرف كيف كانت الظروف التي انتقلت فيها السلطة من زروال إلى بوتفليقة رغم المظهر السلمي للعملية أيضا..! وكلنا يتذكر ماحدث في 2004 عندما خلف بوتفليقة نفسه..! وكانت من نتائج الوضع غير الطبيعي لانتقال الرئاسة من رئيس إلى رئيس أن منطقة القبائل خرجت من النظام الدستوري الوطني مدة عشرية كاملة ..! مع ما أحدثه ذلك من شلل للحياة السياسية في البلاد وكان من أهم نتائجه هزال المؤسسات وضعف الأداء السياسي والإقتصادي للسلطة..! واليوم تحوم حول البلاد عدة سيناريوهات .. أولها سيناريو بن علي في تونس وهذا يواجه صعوبات ضعف المؤسسات الدستورية الجزائرية قياسا بتماسكها في تونس وتجديد بن علي لنفسه في الرئاسة .. والسيناريو الثاني هو سيناريو لبنان .. وهذا يواجه أيضا صعوبة هزال تمثيل النواب في الجزائر، إضافة إلى مخاطر هذا السيناريو على النظام التأسيسي الوطني الهرم.. وهناك سيناريو كينيا وسيناريو أنغولا الذي قد ينجز بأويحيى وبوتفليقة وهو الحل الذي يؤجل المشكل ولا يحله..! في هذه الأجواء، الخوف، كل الخوف أن تنزلق البلاد نحو متاهات أخرى مثل متاهة سيناريو دارفور واستينيا الجنوبية أو البوسنة..! لا قدر الله. فالمصالح والرهانات كبيرة، ولابد أن تكون المشاكل كبيرة أيضا وبحجم هذه الرهانات .. فالأمر ليس سهلا ؟!