قال علماء الآثار في مدينة سردينيا الإيطالية إنهم اكتشفوا ميناء مدينة تاروس الفينيقية الذي أنشأه بعض السكان القدامى في أهم مستعمرة في البحر الأبيض المتوسط بعد قرطاج. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أن الباحثين من جامعتي كاغلياري وساراسي عثروا على المرفأ المغمور في "مستراس لاغون" على بعد كيلومترات عدة من آثار المدينة. وأوضحت أن عمليات التنقيب بدأت منذ فترة طويلة في هذه المدينة الموجودة في شبه جزيرة تطل على خليج أوريستانو في غرب سردينيا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد واجهتها المائية بعد قرنين من البحث. وذكرت الوكالة أنه بالإضافة إلى حائط من الحجر الرملي الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر وعرضه 4 أمتار اكتشف علماء الآثار وجود حوض محفور في الصخر وهو يشبه ذاك الذي صنعه الإنسان يدويا في قرطاج لحماية المرفأ الداخلي. وقال الباحثون إن الواجهة المائية المستطيلة تمتد على مسافة 225 مترا مع رصيف طوله 190 مترا وقناة مخصصة للسفن طولها 50 مترا. وكانت مدينة تاروس قد أسست في القرن الثامن قبل الميلاد، وكان الفينيقيون يعملون في التجارة عبر البحار ويؤسسون امبراطورية اقتصادية هائلة عبر البحر المتوسط من خلال قواعدهم على طول شواطئ ما بات يعرف حديثا بلبنان وسوريا وفلسطين . وسكن الرومان بعد ذلك المدينة قبل أن يدمرها الغزاة الشراكسة في القرن العاشر ميلادي. يشار إلى أن من بين المدن التي بناها الفينيقيون سردينيا وكاغلياري والعاصمة الصقلية باليرمو، ومن بين المستعمرات الأخرى لاديز وملافا في إسبانيا، وطنجة في المغرب.