باشرت مؤسسة "إينوفلاكس" المجرية في غضون الأسابيع الماضية بالاستثمار بولاية سيدي بلعباس، وحسب أحد المصادر من مديرية الصيد فإن هذه الأخيرة تعكف في الوقت الراهن على إنجاز مشروع مشتلة أسماك المياه العذبة بمنطقة المرحوم الجنوبية على مساحة تبلغ 10 هكتارات، ففي المرحلة الأولى يتم حفر بئر عميقة على أن يليها لاحقا إنشاء أحواض التوليد وتربية الأسماك ثم محطة الضخ، ليأتي بعدها نصب تجهيزات أخرى. وحسب المصدر ذاته فإن المشروع وعند دخوله مرحلة الإنتاج سيوفر سنويا نحو 15 مليون طن من السمك من شتى الأصناف كالشبوط مثلا والبلاكباص، هذه الأسماك موجهة لتمويل المزراع المائية والمسطحات المائية من سدود وحواجز مائية وكذا أحواض السقي وقد وصلت تكلفتها الإجمالية إلى 4.5 مليار سنتيم. وفي سياق متصل أفاد ذات المسؤول بوجود مشروع قيد الدراسة يتعلق بإنجاز مزرعة مائية بنفس المنطقة يندرج ضمن برنامج الهضاب العليا وذلك بهدف الوصول إلى إنتاج 100 طن سنويا من أسماك المياه العذبة موجهة للاستهلاك، وقد خصصت للعملية مساحة 10 هكتارات وغلاف مالي قدره 5 ملايير سنتيم، وقد اختيرت هذه المنطقة نظرا لوفرة مياهها الجوفية النابعة من الشط الشرقي والتي تعتبر شرطا أساسيا لأي عملية ترتبط تربية المائيات، كما أن هذه المياه وبمجرد استعمالها وخروجها من المزرعة ستشغل في سقي الأراضي الفلاحية المجاورة. هذا وسيساهم المشروعان في إخراج المنطقة من عزلتها عن طريق تفعيل النشاط الاقتصادي بها واستحداث مناصب شغل وكذا توفير مادة السمك بهذه المناطق المحرومة منه. وتجدر الإشارة إلى أن الأسماك المتواجدة ببحيرة سيدي محمد بن علي ببلعباس قد تعرضت مؤخرا للموت بكميات كبيرة نظرا لتعرضها للاختناق، الأمر الذي أرجعه البعض إلى تلوث البحيرة، لكن مصالح المديرية من جهتها سارعت لأخذ عينات إلى مخابر متخصصة بولاية تلمسان حيث أكدت التحاليل أن السبب الحقيقي للاختناق يرجع إلى نقص الأكسجين بالبحيرة. ومن جهة أخرى استغل سد سارنوا في تجربة مماثلة منذ سنة 2006 حيث أنتج شهر جوان وجويلية الماضيين قرابة 20 طنا من أسماك الشبوط تم توزيعها وبيعها عبر أسواق الوطن.