بعد أن اشتدت الخلافات بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومختلف الأطياف السياسية والشعبية العراقية باستثناء الأكراد حول التوقيع على الاتفاقية الأمنية، بدا أن الموقف العراقي يتجه تدريجيا إلى رفض الاتفاقية الأمنية مع واشنطن ، وفي هذه الحالة ، فان العراق قد يعمد إلى طلب التمديد المؤقت بناءا على طلب رئيس الوزراء لاستكمال المفاوضات بين الطرفين أو يطلب من الأممالمتحدة تمديد بقاء القوات الأمريكية بقرار أممي ، لكن واشنطن هنا قد تستعمل الفيتو وتتمسك بالاتفاقية ، وترفض استمرار بقاء قواتها في العراق . وهو الموقف الذي تستعمله واشنطن في كل مرة لتهديد العراقيين من اجل دفعهم الى التوقيع على الاتفاقية الأمنية أو الانسحاب ودخول البلد في فوضى .لكن الواقع فان انسحاب القوات الاحتلال الأمريكي من العراق ليس مخيفا ،بل بالعكس ،هو مطلب شعبي لا يحمل أية تأثيرات سلبية على العراق ، فالبلد لن يدخل في الفوضى مثلما تدعيه الولايات المتحد ة لان الوجود الأمريكي هو الذي خلق الفوضى في العراق وانسحابه سينهي كل أسباب الفرقة والتشتت العراقي . فالحضور الأمريكي لن يقي العراقيين من مخاطر الحرب الأهلية بين السنة والشيعة ، كما يدعي الاحتلال، لان الحرب قائمة في وجود الاحتلال، ولم تكن موجودة قبله، لأنه كان السبب في إضرامها وتغذيتها لإشغال العراقيين بمقاتلة بعضهم بدلا من مقاتلة الأمريكيين سياسة فرق تسد، بل إن انسحاب أمريكا قد يساعد على تفاهم الشيعة والسنة والتفاوض الزعماء لتحديد معالم العراق الجديد. كما أن انسحاب القوات الأمريكية لا يشجع على (التمرد)، كما تدعيه واشنطن ، فإذا انتهى الاحتلال انتهى (التمرد)، لان حركة المقاومة موجهة ضد الاحتلال. أما بالنسبة للأطماع الخارجية فان تركيا لن تغزو كردستان العراق لان تركيا مشغولة بعضوية الاتحاد الأوروبي الآن أكثر من انشغالها بأكراد العراق الذين أعلنوا أنه ليس لهم أية أطماع توسعية في تركيا. كما أن إيران أيضا لن تستولي العراق لان العراقيون وطنيون و قوميون أشداء على الرّغم من نظر بعض شيعة العراق إلى إيران كحليف . وبالتالي فانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية وترك العراقيون يدبرون أنفسهم بأنفسهم هو الحل الوحيد لإنقاذه وتجنيبه الانقسام .