الثورة قيل أنها أنجبت أمة إسمها الأمة الجزائرية وأقامت دولة إسمها الجمهورية الجزائرية .. لكن سرعان ما حدث تقزيم لهذه الثورة فأصبح أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين يطلقون على أنفسهم "إسم العائلة الثورية" أي أن الثورة التي كانت تعادل أمة أصبحت تعادل عائلة ! ربما لأن زيادة تعداد السكان قد جعل من أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين والبقية الباقية من المجاهدين أقلية قليلة ضمن التعداد العام للسكان ! ولذلك أطلقوا على أنفسهم وصف الأسرة ! لكن فكرة التنظيم السلالي لأبناء المجاهدين وأبناء الشهداء الذي بني على شهادة الميلاد يعتبره البعض هو الذي كان وراء انسحاب فكرة الثورة الأمة إلى فكرة الثورة الأسرة ! وتبعا لذلك فإن حرب التحرير قد تكون في نظر هؤلاء سوى هوشة سياسية بين "أسرة ثورية" والإستعمار وأن الشعب الجزائري لم يكن موافقا على هذه الهوشة ! هذه الظاهرة الخاصة بتقزيم الثورة إلى أسرة ثورية وحصر الثورة في أسرة ثورية نظمت على أساس سلالي هي التي كانت "وراء تنامي ظاهرة "الإستحراك السياسي" والثقافي ! حتى أصبح "الإستحراك" كفعل خياني مشين من الإمتيازات التي تعلق نياشين على الصدور العالية ! ويبقى السؤال المحير هو : كيف ضيعنا في ظرف 50 سنة قيمة ثورية كنا نظن أنها ستبقى خالدة إلى الأبد؟! إن انحصار مطالبة الإستعمار بالإعتذار للجزائر عن حقبة في فئة الأسرة الثورية وحدها يدل دلالة واضحة على ضياع الروح التي بها قاومنا وبها انتصرنا .. وعلى أسسها أقمنا الأمة والدولة التي كنا نعتقد أن أسسها لن تتزعزع .. ولكن ..