السيد فخامة الرئيس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد أن فقدنا كل الآمال لاسترداد حقنا الذي سلبنا إياه مدير مؤسستنا "س. م"، رأينا أنه لا خلاص لنا إلا أن نرفع شكوانا إلى فخامتكم بصفتكم القاضي الأول في البلاد وأب كل الجزائريين الذين التمسوا فيكم الجرأة والكفاءة والتسيير الراشد لشؤون رعيتكم وفي العمل على تطهير المؤسسات العمومية من كل الأيادي المتعفنة التي أشاعت الخبث في الوسط الإقتصادي والإجتماعي للبلاد وإن هذا الشرف عظيم نقلده إياكم من كل أعماق قلوبنا. السيد فخامة الرئيس، مديرنا هذا ظلمنا وأراد أن يجعل منا عبيدا في أرض المليون ونصف المليون شهيد بعد أن مددنا له يد العون من أجل الذهاب بمؤسستنا إلى المزيد من التقدم ولكن تفاجأنا بما لم نكن نتوقعه منه، حيث قام بتسريح الإطارات ومنع النشاط النقابي ضاربا بذلك عرض الحائط كل القوانين الإجتماعية وقوانين الدولة، وبعد أن قاضينا من أجل استرداد حقنا في إعداة إدماجنا في المؤسسة فإنه قد طعن في الحكم الذي أقرته المحكمة لصالحنا وذهب به الحال إلى حد أنه هددنا بالطرد من سكناتنا الموجودة داخل المؤسسة، وهذه المرة كذلك بعد أن حكمت المحكمة لصالحنا وأقرت بحقنا بالإحتفاظ بسكناتنا، راح هذه المرة يهددنا بوسيلة أخرى، حيث قطع علينا كل وسائل العيش من ماء، كهرباء وغاز دون أن تأخذه ذرة رحمة وشفقة بأولادنا الصغار وفرض علينا حظرا مشددا، حيث هدد جيراننا الذين لاتزال في قلوبهم روح الوطنية التي شهدناها في ماضي الجزائر، لقد هددهم بأقصى الإجراءات في حالة ما تجرأ أي واحد منهم بمد يد المساعدة لنا ولو بقطرة ماء وكأننا جماعة إرهابية. والمؤسف أن المحكمة الموقرة قد حكمت لنا بقرار استعجالي بحقنا في الماء والكهرباء والغاز ولكن ما السر في عدم تطبيق هذا القرار إلى يومنا هذا منذ أكثر من سنة؟ فهل إلى هذه الدرجة يتجرأ هذا المدير على العدالة؟ أم أن هناك من هو وراءه ويدعمه؟ فهل من قوة تردع هذا الخارج عن العدالة، فنرجو أن تكونوا من يردعه ويردع الطفيليين الذين يتخذون من العدالة الوسيلة للوصول إلى مبتغاهم. السيد فخامة الرئيس، كيف يحق لهذا المدير أن يتصرف في أموال العامة كيفما يشاء؛ حيث جاء بمقاول ليوصل له خطا كهربائيا جديدا يزود السكنات بالكهرباء باستثناء سكنات الأشخاص الموقوفين عن العمل، فقد تركهم معزولين وأي ضمير يسمح لهذا المدير بتبديد المال العام من أجل حرمان أناس من نعمة أقرت لهم المحكمة بأحقيتهم فيها. فخامة الرئيس، إن من فرط التعسف والإستبداد لدى مديرنا أنه حول مؤسستنا من الطابع التجاري والتربوي إلى مؤسسة عقابية نزلاؤها هم عمالها ومن طلب حقه إلا وحفر قبره.. والأكثر غرابة أن يتجرأ هذا المدير على فرض نظام رقابة على العمال الموقوفين، بحيث كلف أفرادا من المؤسسة بتتبع عوراتهم والتجسس عليهم وأدى به ذلك إلى حد أنه يستجوب كل عامل يلتقيه ويحدث زملاءه الموقوفين في الشارع، فهل هذا مدير مؤسسة تجارية أم أنه مدير مؤسسة استخباراتية ؟ كما أنه فرض شبه إقامة جبرية على أحد العمال بحيث سلط عليه حارسا يقف تحت فناء سكنه فلم يعد يشعر بأية حرية حتى في الوقوف مع زوجته في فناء بيته، كما أنه يقوم بتتبع خطواته عند خروجه وعند دخوله حتى ولو كان مع زوجته وولده. فخامة الرئيس، ها نحن شكونا إليكم أمرنا، راجين أن تلقى عندكم الصدر الحنون على رعيته ووطنه، نحن من صبرنا وصدمنا طيلة العشرية السوداء فما تخلينا يوما عن مؤسستنا ومنا من رأى زميله الذي غدرت به يد الإرهاب وهو يتخبط في دمائه وأننا من أقدم عمال المؤسسة وأرباب أسر فهل يعقل أن يجهض صبرنا بعد أن أطل النور بمجيئكم ؟! فخامة الرئيس، هذه صرخة مظلومين نرفعها إليكم ونقول لكم إذا نودي في الماضي "ومعتصماه"، فإننا نقول و"بوتفليقاه"... فخامة الرئيس، في الختام ليس لنا إلا أن نعبر لفخامتكم عن عظيم تقديرنا لشخصكم ونؤكد لكم دعمنا ومساندتنا في مسعاكم للمضي بالجزائر قدما نحو الإزدهار والرقي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار عمال الديوان الوطني للأشغال التربوية ONTE الحراش