وقالت مصادر إعلامية أن المعونات التي دخلت القطاع في الأيام الماضية محدودة ولا تكفي إلا لعدة أيام، مشيرا إلى أن إبقاء المعابر مغلقة يعني نفاد كميات الوقود الصناعي التي تغذي محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع والتي أعيد تشغيلها قبل أيام قليلة، وبالتالي انقطاع الكهرباء مجددا، ويتزامن هذا الإجراء مع إبداء إسرائيل استعدادها لتجديد التهدئة مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" واشترطت لهذا وقف الهجمات الصاروخية على غزة. وجاء هذا الموقف قبل ساعات من زيارة يقوم بها مساعد لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى القاهرة أمس لبحث إمكانية تمديد العمل باتفاق التهدئة الذي ينتهي مفعوله خلال أسبوع، ويفترض أن تحدد الزيارة الموقف الإسرائيلي الذي تنتظر الفصائل الفلسطينية جوابا مصريا بشأنه. ونص الاتفاق على تهدئة متبادلة لمدة ستة أشهر تنتهي في 19 ديسمبر الجاري، على أن تقتصر في المرحلة الأولى على قطاع غزة بدون الضفة الغربية، وفي الأيام الماضية صعدت الحكومة الإسرائيلية تهديداتها بشن عملية عسكرية كبيرة داخل غزة متذرعة أيضا بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وهو ما عكسته تحديدا تصريحات رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وألمحت المصادر إلى أن مصر لم تضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود التهدئة باعتبارها الوسيط الذي طالب الفصائل بالالتزام بها أكثر من مرة، وأشارت إلى أن الفصائل تميل إلى تمديد التهدئة خاصة في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق، لكن هذه الفصائل تشترط ضمانات مصرية للموافقة على التمديد. وفي ذات السياق ناشد أهالي المرضى الفلسطينيين الرئيس المصري حسني مبارك السماح لأبنائهم الذين يعالجون في دول عربية وإسلامية بالعودة إلى قطاع غزة والسماح لهم بالمرور عبر الأراضي المصرية ومعبر رفح وعدم استخدامهم كورقة ضغط على الفصائل الفلسطينية لتقديم تنازلات سياسية. وأكد ذوو المرضى في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس أن هناك العشرات من المرضى الذين أنهوا رحلة العلاج ولم يسمح لهم بالعودة رغم أنهم سافروا عبر الأراضي المصرية. وفي مؤتمر صحفي بدمشق، أعرب جيمي كارتر عن أمله بالتوصل إلى مصالحة بين حماس وفتح وإلى آفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقد استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أول أمس الرئيس الأمريكي الأسبق، وقالت وكالة الأنباء السورية أن المحادثات بين الأسد وكارتر تناولت المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة وقضية الجولان السوري المحتل.