كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبد الله غلام الله، أنه سيتم اتخاذ إجراءات جديدة خاصة بموسم الحج المقبل، وهذا بناء على التقييم الذي ستقوم به الوصاية خلال الأيام القليلة المقبلة، والذي سيسمح كما أضاف، بالوقوف على النقائص المسجلة بالموسم الحالي والذي أشرف عليه لأول مرة ديوان الحج والعمرة، خاصة فيما يخص مسألة الحجاج التائهين. ووصف الوزير، في تصريح خص به "الفجر"، موسم الحج للسنة الجارية بالعادي، مبرئا مصالحه من مسؤولية التأخر المسجل في وصول الطائرات التابعة للخطوط الجوية الجزائرية بأكثر من ثماني ساعات كاملة في مطار جدة، والذي شهده الفوج الأولى من الحجاج العائدين إلى الجزائر العاصمة، ليلة أول أمس، مؤكدا في سياق كلامه، أن الوزارة اتخذت كل التدابير اللازمة والضرورية لنجاح الموسم. وقد وصل أول فوج للحجاج الميامين إلى مطار هواري بومدين، أول أمس، بعد أدائهم لمناسك الحج وانتظروا وصول الطائرة الجزائرية المتجهة إلى العاصمة قرابة ثماني ساعات قضوها في مطار جدة، وشكوا في تصريحات للصحافة أثناء نزولهم بالمطار عدم تكفل الجهات المعنية بهم، باستثناء الأطباء وقالوا "إن 80 عضوا من البعثة توجهوا معنا إلى البقاع المقدسة لكننا لم نرهم بعد ذلك". ومايخشاه الحجاج هو أن تشمل هذه المعاناة بقية الرحلات، حيث سيعود أفواج في رحلات يومية إلى غاية الثاني من جانفي المقبل، غير أن ممثل الخطوط الجوية نفى بدوره مسؤولية المؤسسة في هذا التأخر، وأكد بأن الجوية الجزائرية انتدبت أكثر من 100 موظف على مستوى مطار جدة لتوفير ظروف أحسن للحجاج. وحسب المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، فإن إجمالي عدد رحلات العودة لهذا الموسم 178 رحلة، منها 94 رحلة من مطار جدة و31 رحلة من المدينةالمنورة، هذا بالإضافة إلى رحلات الخطوط الجوية السعودية وعددها 53 رحلة. وشهد موسم الحج لهذه السنة العديد من المشاكل، حيث توفي حوالي 14 حاجا جزائريا، جلهم مصابون بأمراض عصبية ونفسية مختلفة، حسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام. منها انتحار جزائري في 87 من العمر، بإلقاء نفسه من الطابق العاشر لأحد الفنادق بمكة المكرمة بعد إصابته بنوبة عصبية حادة، كما تم تسجيل حالة انتحار أخرى لجزائرية قادمة من المهجر، ألقت بنفسها هي الأخرى من الطابق الرابع لأحد فنادق المدينةالمنورة، فضلا عن اكتشاف 9 حالات للجنون بين الحجاج الجزائريين، كما تاه عدد من الحجاج بمكة، مع كثرة الازدحام، حيث تم تسجيل حالات كثيرة لجزائريين ضيعوا وجهاتهم وسط آلاف الحجاج. وكان السيد بربارة، قد أرجع تسجيل مثل هذه الحالات إلى المحاباة والتساهل من قبل بعض الأطباء في الفحص الطبي للحجاج بالجزائر، وتبييض صحيفتهم الطبية والصحية، الأمر الذي سيفرض مستقبلا تنصيب لجان ولائية مختصة للفحص الطبي للحجاج قبل مغادرتهم أرض الوطن.