أكثر من 155 شهيد و200 جريح في غزة جراء عنجهية الجلاد الإسرائيلي.. إنها جريمة ضد الإنسانية... مجزرة وحشية... إبادة للجنس البشري... محرقة أو هلوكوست القرن الواحد والعشرين... الدماء الفلسطينية، الدماء العربية، الدماء الإسلامية تنزف بغزارة في غزة المجاهدة، الشهيدة، رمز البطولة والتضحية والمقاومة في هذا الزمن العربي المتردي، المتعفن والمتخاذل... لا يكفي أن يقول مسؤول فلسطيني إنه يجري اتصالات مع دول عربية وأجنبية من أجل إيقاف الغارات.. ولا يكفي أن يقول مسؤول عربي إنه سيدعو إلى عقد دورة للجامعة العربية.. ولا يكفي أن يقول مسؤول آخر إنه سيطالب باجتماع مجلس الأمن.. فالأشباح لن تكون أبدا مثالا للشجاعة والفحولة والرجولة.. ومثل هذه الدول وتلك الهيئات فقدت النخوة والإنسانية. أين الأصوات المطالبة بحقوق الإنسان؟ بل أين هي الجمعيات الداعية للرأفة بالحيوانات.. وما بال الحكام العرب يتفرجون؟ أين هي الأموال العربية، بل أين هي الجيوش العربية؟ فلتختف وتدخل الفئران العربية الداعية إلى السلم والتطبيع مع إسرائيل إلى جحورها. لا يكفي الاستنكار.. لا يكفي التنديد.. لا يكفي الشجب... حاصر حصارك لا مفر.. سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك بها.. وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي، فأنت الآن حر.. ظهر أمامك بوش، فانزع حذاءك وسدده نحوه، واضرب بحذائك الأول نحو وجهه، وسيظهر أمامك أولمرت أو أحد خنازير الإسرائيليين فاضرب بحذائك الثاني نحوهم... رحم اللّه الشاعر محمود درويش، وأطال اللّه في عمر الصحفي منتظر الزيدي.. الأمة العربية والإسلامية ولاّدة، وقد ولدت كثير من أمثال هؤلاء. فالسكوت والصمت عن مجزرة غزة عهر وحتى التنديد والاستنكار بها هو عهر أيضا.