واعتبر راشدي ظاهرة الإنتاج المشترك، بين منتجين جزائريين وآخرين أجانب خصوصا الفرنسيين منهم اعتبرها سمّا في العسل، لأن الآخر، يضيف راشدي، يجد في هذه الإنتاجات سبيلا لتمرير أفكاره وإيديولوجياته، على غرار ما احتوته بعض الأفلام التي أنتجت مؤخرا في خضم مشاريع الإنتاج لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية•• مخرج "أسد الجزائر"، وعلى هامش الندوة التي نشّطها أول أمس بتنظيم من جمعية "مشعل الشهيد" بمقر يومية "المجاهد"، أكّد أنه لن يدخل مغامرة إخراج جديدة في الجزائر ما لم توفر له منذ البدء الميزانية الكافية للإنتاج، خاصة بعد التجربة الشاقة التي خاضها مؤخرا لإخراج فيلم "مصطفى بن بولعيد" الذي تدخّل رئيس الجمهوريّة شخصيا من أجل إتمامه؛ بعد الوعكة المالية التي أصابت منتجي الفيلم• وقال راشدي إنه لو لم يتعلّق الأمر بفيلم عن شخصية أحد أبطال الجزائر لما قرأ أصلا أوراق السيناريو، خاصة أنه كان في صدد التحضير لإخراج فيلم من إنتاج سوري حول سيرة "ابن خلدون"، وهو العمل الذي أجّله راشدي بعد قبوله مشروع "مصطفى بن بولعيد"• وقال راشدي في سياق إجابته على أسئلة الصحافيين الذين تابعوا مقتطفات من الفيلم، إن السينما ليست تأريخا بقدر ما هي استحضار نسبي لما يمكن أن يكون، خصوصا أنه لا أحد بإمكانه الجزم في مسائل تاريخية لا زالت قيد الجدل، ضاربا المثال بقضية وفاة أو اغتيال البطل مصطفى بن بولعيد، الذي صوّرها في الفيلم على أنها من تدبير استخباراتي فرنسي، في الوقت الذي يشكك فيه البعض حول تلك الفرضيّة• في سياق متصل، كشف راشدي أن الجمارك الجزائرية طالبت الصادق بخوش مدير إنتاج الفيلم وكاتب السيناريو، بجباية جمركيّة تفوق السبعة ملايير سنتيم، بعد أن سافرت "بكرة" الفيلم خارج أرض الوطن ودخلت مؤخرا قاعات السينما الإماراتية خلال المهرجان السينمائي المنظّم مؤخرا بإمارة دبي• وهي الجباية التي اعتبرها راشدي عائقا إضافيا يقف في وجه تسويق الفيلم إلى قاعات السينما العالمية، داعيا إلى إسقاط مثل هذه العوائق القانونية على الإنتاجات السينمائية من أجل النهوض بهذه الصناعة المريضة في الجزائر• من جهة أخرى، كشف راشدي أن فيلم "مصطفى بن بولعيد" لن يظهر على شاشة التلفزيون قبل سنة من تداول الفيلم في قاعات السينما بطلب من منتجي الفيلم، وذلك من أجل تحصيل إيرادات بوسعها المساعدة على تسويق الفيلم عالميا•• يذكر أن أول خرجة عالمية للفيلم كانت في الطبعة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي، الذي جرت فعالياته في شهر ديسمبر المنصرم، وهو المهرجان الذي حظيت فيه السينما الجزائرية بتقدير خاص، وحاز فيه فيلم "مسخرة" للمخرج الجزائري الشاب "إلياس سالم" على جائزة المهر الذهبي•