نحن مجموعة من الطلبة الفلسطينيين خريجي الجامعات الجزائرية وعددنا يفوق 25، تخرجنا منذ عامين، وقد تعطلت بنا السبل منذ فرض الحصار على قطاع غزة منذ عامين من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، ما أدى إلى عدم تمكننا من الرجوع إلى أهالينا بقطاع غزة وبقينا في الجزائر، مع محاولة دخول مصر للانتظار على معبر رفح إلى حين فتحه، ولكن السلطات المصرية كانت ترجعنا على نفس الطائرة القادمة من الجزائر، رافضة دخولنا إلى الأراضي المصرية. الآن ونحن في الجزائر، سئمنا حالتنا ووضعنا المزري دون عناية من أي جهة كانت، لا فلسطينية ولا من سلطات جزائرية مسؤولة. لقد كنا نحلم أن نحصل على الدخول بالمجاستير إسوة بالطلاب الأجانب الذين يحصلون على منحة الماجستير دون دخول مسابقة الماجستير، ولكن نحن الفلسطينيون يقال لنا حسب القانون الخاص بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأننا نعامل مثل معاملة الطالب الجزائري، أي يقصدون بأنها ميزة ذات شيء إيجابي، إلا أنها منعتنا من الحصول على الماجستير؛ إذ نحن بأمس الحاجة للماجستير لاعتبارات كثيرة لاسيما وأننا غير قادرين على العودة إلى أهالينا بغزة وكل يوم يمر دون أن نقدم شيئا على أرض الواقع، نموت قهرا وغضبا كل يوم، فحقنا بالإيواء داخل الإقامات الجامعية نزع منا وإقامتنا القانونية بالجزائر قد انتهت والآن نحن نعتبر مقيمين غير شرعيين لأننا لا نملك حق التجديد للإقامة، وكل هذا يؤدي إلى عدم إيجاد فرص عمل لنا داخل الجزائر وتعرضنا للمساءلة والملاحقة القانونية لأننا مقيمون غير شرعيين الآن، دون تفهم السلطات المختصة بوضعنا المأساوي الذي نعيشه. للعلم، نحن وعلى مدار مشوارنا الدراسي وأهالينا هم وحدهم من يتكفل بمصاريفنا وبتذاكر سفرنا من فلسطين مرورا بمصر وإلى الجزائر والعكس، فنحن لا نتلقى منحا دراسية من قبل أي جهة مثلما هو شأن الطلاب اليمنيين والموريتانيين والسوريين والماليين، إلا نحن، أهالينا هم وحدهم من يتحمل تلك المصاريف الباهظة والتي لا تقل عن 200 دولار أمريكي شهريا، ولكن الآن ومع اشتداد الحصار وقيام الصهاينة بالحرب على غزة جعل أهلنا يذوقون مرارة الفقر والقهر والذل، فما بالك وأنهم ملزمون بإرسال لأبنائهم بالخارج مبالغ مالية من أجل إكمال الدراسة والتكفل بالمصاريف الخاصة بهم. ونتساءل من نراسل كي يسمعنا ويحس بمعاناتنا ويساندنا ويحل لنا مشاكلنا ويخفف عنا همومنا ويعزز من صمود أهالينا بالقطاع الحبيب، فمنا من هم من بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم الشاطئ وخان يونس ورفح والشجاعية وكل قطر من قطاع غزة، فأردنا أن تكون يومية "الفجر" من يسمع صوتنا ويسمعه لكل أصحاب القرار والضمير الحي لاسيما وأننا في جزائر الشهداء، فطلبنا ليس بالخيال، بل هو أن تسمح لنا السلطات المختصة بالحصول على الماجستير، أو إيجاد فرص عمل لنا لكي نقدر على مواجهة مصاعب الحياة ومشاكلها ومساندة أهالينا داخل القطاع الحبيب الصامد من خلال إدخال البسمة في قلوبهم عند سماع أن أبناءهم بالجزائر بخير بين أهاليهم وإخوة لهم. وعاشت الجزائر وعاش معها ضميرها الحي، وعاشت فلسطين عربية حرة من البحر إلى النهر.