دق المشاركون في اليوم التحسيسي، أول أمس، حول عمالة الأطفال الذي نظمته مديرية النشاط الإجتماعي لولاية جيجل بالحي الإداري بالتنسيق مع عدة قطاعات، ناقوس الخطر الذي يهدد مستقبل أطفال الكورنيش في السنوات المقبلة. وتطرق المتدخلون إلى الاستغلال البشع للبنات في البيوت كمنظفات وعاملات برواتب زهيدة، من أجل إعانة عائلاتهم الفقيرة، بعد خروجهم من المدرسة، والقضاء على مستقبلهم الدراسي، إضافة إلى انتشار الظاهرة بشكل مريع في ورشات الخياطة، والميكانيكا وباعة متجولين على الطرقات السريعة، ومسح السيارات والواجهات التجارية، والزبالة وكذا بيع السجائر، إضافة إلى استغلال آخر بحافلات نقل المسافرين.. وهو ما يؤثر مستقبلا على تطوير المجتمع. وتطرقت الدكتورة فضيل يساوي رئيسة قسم علم الإجتماع بجامعة جيجل، إلى محاضرة بعنوان الفقر وعمل الأطفال والمراحل التي مرت بها الجزائر فيما يخص هذه الظاهرة منذ الإستقلال، مشيرة إلى أن الفقر والجوع من أهم أسباب لجوء الأطفال إلى مهن العمالة لضمان قوت عائلاتهم، إضافة إلى الظروف الإجتماعية المزرية، وكذا ضغوطات صندوق النقد الدولي في الدول النامية. وأشارت أن لعمل الأطفال إنعكاسات سلبية على تطور المجتمع، كما تحدثت ذات الأستاذة عن انعكاسات الأزمة المالية العالمية الحالية على ارتفاع نسبة الظاهرة عبر العالم، وذكرت الأستاذة بأن 1.2 مليار طفل في العالم يشتغلون بأقل من 01 دولار في اليوم• وأشار رئيس مصلحة بمديرية النشاط الإجتاعي مكلف بمتابعة الأحداث أن أغلب الأطفال الذين يمتهنون العمال يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية.. كما هو حال طفل يبلغ من العمر 16 سنة من بلدية أولاد يحيح خدروشي والذي يوجد بمركز حماية الأحداث بسطيف والذي كان ينتقل مع عائلته من ولاية إلى ولاية من أجل الحصول على الثمن اللازم لشراء كيس سميد وقارورة زيت يعود بهما للعائلة المتكونة من الوالدين و08 أخوة منهم الأخت والأم مصابين بمرض فقر الدم، والأولاد كلهم لا يدرسون لعدم قدرة الوالد المعاق على تلبية حاجياتهم من ألبسة وأودات، في حين أشار ذات المتحدث بأنهم يعيشون ببيت كومة من القصدير . كما سرد ذات الإطار في مديرية النشاط الإجتماعي قصة طفل آخر بمنطقة لعقابي بجيجل ارتكب جريمة بعد إقدامه على طعن أحد الأشخاص بواسطة آلة حادة عندما خرج في الصباح، بعد أن لم يجد فنجان الحليب في منزله الذي يضم أخوه وأخواته ووالد عاطل عن العمل، وعند مروره بإحدى المقاهي طلب من أحد الأشخاص أن يسمح له بشرب كمية من فنجان قهوته فاستهزأ منه فطعنه. هذا وقد أشار مفتش العمل، بوهالي عبد الحق، أن إدارته سطرت ضمن أولوياتها مخططا لمحاربة هذه الظاهرة بتأطير جمعيات ولجان لمراقبة المستغلين للأطفال ومتابعتهم قضائيا. وقد دعا المشاركون إلى ضرورة التنسيق بين العناصر الفاعلة في المجتمع لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد كيان الأسرة الجزائرية وتقضي على آمال وطموحات البراءة•