أخر أنجازاته، ان حقق التجمع الوطني الديمقراطي، ب" الميدالية الذهبية" في الانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، يوم 29 ديسمبر، لينتزع المرتبة الأولى من غريمه الأفلان، وبعد ان حقق نتائج جد غيجابية في الإنتخابات المحلية و قبلها التشريعية ، لكنه ورغم ذلك اختار مسؤوله الأول الإنسحاب بهدوء. ينعت حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ب"حزب السلطة الثاني" الذي ولد "كبيرا" من رحم حزب جبهة التحرير الوطني، وإن كان الأفالان يحكم باسم الشرعية الثورية، فإن الأرندي " الابن الضال" يحكم باسم الشرعية الإدارية ومكافحة الإرهاب. وبهدوء تام، وفي سابقة، وصفها الملاحظون بالديمقراطية ، قرر "الموسطاش" أحمد اويحي التنحي من رئاسة الأرندي، بعد إشتداد المعارضة ضده بانظمام الأوزان الثقيلة إلى صف خصومه. وقد طفت الخلافات بين مؤيدي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحي ومعارضيه إلى السطح ، على ما شهدته الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة للمجلس الوطني من مناوشات واشتباكات بالأيدي بين مؤيديه ومعارضيه، قبل اشهر قليلة، وقد اشتد ساعد المعارضة بما دفع اويحي إلى اتفكير في عدم المواجهة الدائمة و المباشرة، على اعتقاد يقول أن الرجل غير مرغوب فيه، مع المواعيد السياسية الكبري التي تحضر الجزائر لاجتيازها منها التعديل الدستوري و الإنتخابات الرئاسية، لذلك فهم اويحي أن أمر تنحيته من الأرندي، مفصول فيه وقد دبر في دوائر اكبر بكثير من حجم نورية حفصي او الوةزير الأسبق للصحة يحي قيدوم وأن هذين الشخصين ماهما سوى ادوات تنفذ ما يطلب منهما فقط. فشل الكثير من الخصوم وعلى مدار اعوام الإطاحة بالموسطاش بدء من سنة 2002، لما أراد كل من قاسم كبير وعيسى نواصري، الانقلاب على أحمد اويحي، وتصحيح مسار الأرندي، وكما كانت العراكات و المشادات سيدة الموقف أنذاك، وما شهده فندق الأروية الذهبية دليل على ذلك، لما أمر أ ويحي رجال الأمن بإخراج قاسم كبير من قاعة المجلس الوطني، إلى الخارج، تكررت تلك المشاهد في المجلس الوطني الذي أنعقد نهاية الأسبوع، كما كان متوقعا من قبل، لكن ظروف الحزب وموقع أويحي فيه خلال تلك الفترة ليست هي الظروف الآنية، بالنظر إلى حجم المعارضين له أنذاك والذي كان ضعيفا وحجمهم حاليا الذي تضاعف باستمرار وطال حتى الوزراء . الأرندي، يقدم على أنه الحزب الذي يتحمل كل تناقضات السلطة، يقف معها ولا يعارضها حتى وإن استهدفته كحزب، كما يحدد مقاساته على جسدها ، فقد سبق وان اطلق الارندي "مسدس " الاستئصال لما قررت السلطة ملاحقة الإرهابيين، وسار في وعيد "سيف الحجاج" الذي توعد به الرئيس بوتفليقة الإرهابيين إلى نهايته، لكنه تاب عنه ، لما قرر الرئيس بوتفليقة سياسة المصالحة الوطنية، هذا التقلب يعد بمثابة السر الذي وقف وراء بقاء الزعيم " الموسطاش" أويحي، أمينا عاما للأرندي، ولم يتنح رغم الهزات العنيفة التي ضربته، بداية من "لسعات الطاهر بن بعيبش " إلى محاولة انقلاب قاسم كبير. وبعدما تأكد المتتبعون من استحالة ذهاب اويحي من رئاسة الحكومة، جاءت المفاجأة السياسية التي أربكت الأوساط السياسية، عندما قرر بوتفليقة التخلي عن رئيس الحكومة، وبطريقة أقل ما يقال عنها إنها مهينة، الأمر الذي أعاد للأذهان أن الرئيس كان يسجل أخطاء اويحي حتى اكتمل ملفه، ولم يدخل لعبة الصراعات التي ميزت الحراك السياسي بين أحزاب الإتلاف، ذهاب اويحي، يرجعه الكثير إلى أن الرجل كان كابحا لكل الاستثمارات العربية والمتحكم في كل خيوط الإدارة، بإلحاق كل المديريات والوكالات والصناديق المهمة برئاسة الحكومة، فكان الفاعل الحقيقي للسياسة الداخلية في الجزائر. بعدما رحل الرجل من أعلى الجهاز التنفيذي في الجزائر أبقى على عضوية حزبه في التحالف، بل وذهب أبعد من ذلك، عندما صرح بعد رحليه من الحكومة أنه يساند الرئيس، وكان دائما وفيا له، بل وبالغ في مدحه، وأنه لن يترشح ضده في أي استحقاق مقبل، هذه التصريحات يرى فيها المحللون مناورة من او يحي لتهدئة الأجواء، والعمل خارج أسوار الصراع الذي ميز التحالف الرئاسي طيلة رئاسته للحكومة، بتقوية حزبه سياسيا، والتفرغ التام للبناء القاعدي ولإعادة هيكلة الحزب، وهاهو بدلا من تعزيز صفوف الحزب كما قال عند خروجه من الحكومة، يخرج من الحزب ، لكن بطريقة، مدحه فيها الكثير من المتتبعين