يواجه مصدرون جزائريون من وادي سوف مشاكل كثيرة بسبب انعدام وسائل نقل وشحن مباشرة لبضائعهم نحو البلدان المستوردة، حسب ما جاء في اليوم الدراسي حول أهمية النقل في دعم الاستثمار وتطوير التنمية الذي نظمته، أمس الأول، غرفة التجارة والصناعة سوف بقاعة منونة بمدينة الوادي. قال أحد مصدري التمور إنه واجه مشاكل كثيرة في نقل نحو 8 آلاف طن من مادة التمور نحو روسيا، حيث ظلت البضاعة تنتظر وسيلة شحن لأكثر من 20 يوما، بينما لا تمكث بضاعة مماثلة تونسية سوى يوم أو يومين باتجاه البلد نفسه بسبب توفر تونس على شبكة شحن مباشرة نحو البلاد المستقبلة. كما أوضح أن بضاعة مماثلة من التمور الموجهة إلى دولة كوت ديفوار بقيت نحو شهر تتأرجح في ميناء طنجة المغربي دون أن تصل هدفها، وأتلفت في الطريق. وحسب منتج لمواد التجميل، فإن بضاعته المصدرة للسودان قضت أكثر من 20 يوما في موانئ وسيطة ومنها جدة في السعودية، حيث وصلت البضاعة متأخرة للسودان، لتقوم سلطاتها بإتلافها بسبب فسادها أثناء الطريق وعدم وصولها في وقتها. ولكن الأغرب من ذلك كله، حسب مصدر التمور جمال الصيد الذي عقد مؤخرا اتفاقية تعاون مع مستثمرين إسبان، هو بقاء نحو 100 طن من بطاطا وادي سوف في ميناء وهران لأكثر من 10 أيام دون أن تجد وسيلة شحن، فقام بتحويلها إلى الأسواق الداخلية، حيث تضاعفت مصاريف بقائها في الميناء مع الخوف من تلفها، فيما بقيت، حسبه، نحو 400 طن تنتظر المصير نفسه مكدسة في مراكز التجميع المحلية وتم أتلاف الكثير منها بعد أن تم تسديد أثمانها للمنتجين المحليين. وقد تكبد المعني خسائر كبيرة جعلته يراجع حساباته أصلا في مجال التصدير، كما قال. وأوضح هؤلاء المصدرون أن الصعوبات التي يواجهونها في تصدير الإنتاج المحلي إلى البلدان الأجنبية تتمثل في عدم توفر الجزائر على خطوط شحن ونقل مباشرة إلى هذه الدول، حيث لا توجد سوى أساطيل الشحن الأجنبية في موانئ دول أخرى مثل مالطا أو طنجة وغيرها، ولا تتحرك وسائل الشحن إلا بعد أن تتجمع لديها كميات كبيرة من البضائع كافية لتحركها، وهذا بطبيعة الحال يكون على حساب المنتجات الفلاحية التي تتطلب سرعة الشحن والنقل خوفا من التلف. وإذا كان المتعاملون الاقتصاديون، بينهم رئيس غرفة التجارة والصناعة "سوف"، قد تحدثوا مطولا عن أهمية الاستثمار ودور وسائل النقل في التصدير، فان مسؤولي شركة الطاسيلي للطيران الذين شاركوا في الملتقى عبروا عن عدم قدرة "طيران الطاسيلي" على شحن البضائع للخارج بسبب تخصصها في نقل المسافرين فقط، حسب الترخيص الممنوح لهم من طرف الدولة.