وصف رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الوضع في الجزائر ب"المأساة"، والذي أظهرته "الصورة البائسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع الوزير الأول الفرنسي لدى زيارته الجزائر". ويعتقد جاب الله أن "تلك الصورة أوضحت يقينا لكافة الجزائريين أن بوتفليقة قد انتهى". أفاد جاب الله، أمس، في كلمة افتتح بها دورة عادية للمكتب الوطني لحزبه في العاصمة، بأنه: "معروف في الأمم التي تحترم نفسها وشعبها، يتم فيها اختيار رجال الحكم من الأكفاء والأقوياء، ومن لهم قدرة الاطلاع الحسن على شؤون العباد، ورعاية مصالحهم وصون حقوقهم وتوفير شروط الأمن والاستقرار قصد إنجاح مشاريع التنمية وتحقيق نهوض حضاري شامل، وكل هذه المعايير لابد من احترامها من طرف النخبة والقوى السياسية وشرائح المجتمع". وأسقط جاب الله تلك المعايير على حالة الجزائر، قائلا: "يؤسفني أن ما يحصل في بلدنا، هو خلاصة شكل من عدوان مارسته النخبة الحاكمة ضد الأمة"، متسائلا: "هل من المعقول أن يستمر في قيادتها رجل غير قادر على أداء مهامه، وهو الذي يترأس 40 مليون جزائري من موقعه الحساس بالغ الأهمية، ويحكم أهم بلد في الضفة الجنوبية المقابلة لأوروبا". وسجل جاب الله: "بالغ ألمنا وحسرتنا لما آلت إليه البلاد، من مآس أضرت بصورتها في الخارج، والذي تتحمله أحزاب الموالاة والبيروقراطية الإدارية والمؤسسة العسكرية والأمنية في المقام الأول والأساسي، هذه الأخيرة التي سيطرت مصالحها الذاتية على مصالح الشعب، وهم الذين وجدوا مصالحهم بالتذلل لمن اختارته المؤسسة العسكرية رئيسا على البلاد، وبالتالي ظهرت لهم صورة الرئيس الأخيرة أمرا ثانويا، لذلك غرقت الجزائر في الفساد الذي تفرع كالأخطبوط". ويرى جاب الله أن "تفسير الفساد قد تجلى في صورة الرئيس، ومعه أيضا تفسير آخر للنهب المرتب للثروة، وتبييض صورة المفسدين بشكل كبير". وهنا استرسل المتحدث عن عودة شكيب خليل قائلا: "عودته أضرت كثيرا بصورة الجزائر في الخارج، فهل بذلك الأسلوب المستفز يعود خليل، ثم تأتي زاوية وتقحم نفسها في القضية في إعادة لشاهد ظننا أنها انتهت منذ فترة الاستعمار، الذي كان يستخدم الزوايا أداة طيعة في يده". ويضع جاب الله "احتجاج المتعاقدين المطالبين بالإدماج ضمن الصورة التي تضر بصورة الجزائر، فالظلم الممارس في حقهم واضح وجلي للعيان، ونحن في الجبهة ندين إعلان وزير الداخلية بتهديده استخدام القمع ضدهم لفض اعتصامهم"، ثم عاد المتحدث إلى صورة الرئيس، مشيرا إلى أنها "صورة تفاعل معها غالبية الجزائريين، فأظهروا أنهم ناقمون على استمرار هذا الوضع الذي سيزداد تعقيدا، مع الارتفاع الظاهر في مختلف السلع، وفي المحصلة تلك الصورة أوضحت للجميع أن النهاية اقتربت بل حانت".