يواجه المنتخب الأولمبي الجزائري نظيره المغربي يوم غد الثلاثاء, بداية من الساعة الخامسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي, في ''داربي'' مغاربي واعد, قد يكون حاسما في سباق التأهل إلى المربع الذهبي لأول بطولة إفريقية للأمم لكرة القدم الخاصة بفئة أقل من 23 عاما, والمؤهلة إلى الألعاب الأولمبية 2012 بلندن. وبعد فوزهم في الخرجة الأولى, السبت المنصرم, أمام السنغال بهدف يتيم أمضاه البديل بن علجية خلال الربع ساعة الأخير من المباراة, يدخل أشبال آيت جودي لقاء الغد وكلهم عزيمة على تحقيق نتيجة إيجابية يصونون بها حظوظهم في المرور إلى الدور نصف النهائي, الذي سيفتح لهم أبواب التأهل إلى موعد لندن واسعة. لكن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس مغربي منتشي هو الآخر بفوز ثمين على نظيره النيجيري في افتتاح البطولة (1-0), من ضربة جزاء أمضاها نجمه المتألق عبد الرزاق برادة, ويسعى لأن يحسم أمر التأشيرة الأولى عن مجموعته في مباراة اليوم. وبالنظر لمعرفة الفريقين الجيدة ببعضهما البعض, فإن مقابلة الغد قد تحسمها بعض الجزئيات فوق الميدان, وكذلك العامل الذهني, مثلما اتفق عليه مدربا الفريقين, آيت جودي من الطرف الجزائري ومحمد العرقة من الجانب المغربي. "نحضر للقاء بالتركيز على الجانبين التكتيكي والبسيكولوجي, على لاعبينا التحلي بالهدوء والحفاظ على تركيزهم طيلة أطوار اللقاء. أظن أن معنوياتهم مرتفعة بعد فوزهم بالمباراة الأولى, ولكن المشوار لا يزال طويلا, ما يحتم علينا التفاوض جيدا في المباراتين المتبقيتين, بدءا بمقابلة المغرب", صرح الناخب الجزائري. من جهته, ذهب المدرب المساعد للمنتخب المغربي إلى نفس الشيء عندما اعترف بصعوبة المهمة التي تنتظر أشباله أمام المنتخب الجزائري. "في مثل هذه المواعيد, سيما بين فريقين جارين يعرفان جيدا بعضهما البعض, تصبح بعض الجزئيات فوق الميدان هي من تحدد نتيجتها, ما يحتم على اللاعبين الحفاظ على تركيزهم وبرودة أعصابهم إلى آخر لحظة من المقابلة", قال ل (واج). وتسود حالة من التجند الكبير في صفوف لاعبي الفريقين الذين يحرصون على جاهزيتهم من كل النواحي لخوض موعد الغد بكامل إمكانياتهم. هذا الأمر تترجمه تصريحات المدافع الأوسط في المنتخب الجزائري, جمال بن العمري, الذي أكد بأنه وملاءه يدركون جيدا "أهمية المباراة في سباق التأهل", مضيفا: "نعرف جيدا المنافس الذي يطبق أسلوبا جميلا فوق الميان, لكن عزيمتنا كبيرة في انتزاع النقاط الثلاث وتأكيد الفوز الأول أمام السنغال". ذات الإصرار نلاحظه أيضا عند المنافس المغربي, مثلما تؤكده تصريحات المدافع محمد أبرهون: "سبق لنا وأن واجهنا المنتخب الجزائري, ونعرف أنه فريق جيد, ما يوحي بأن المباراة ستكون قوية بين الفريقين, لكن إصرارنا كبيرة جدا للفوز الذي يسمح لنا بوضع قدم أولى في الدور نصف النهائي منذ مقابلتنا الثانية". ويتعين على المنتخب الجزائري استرجاع فعاليته على مستوى خط الهجوم, إذا ما أراد تحقيق مبتغاه أمام ''أسود الأطلس'', خاصة بعد أن تألق خطه الأمامي في المباراة الأولى أمام السنغال بتضييعه لأهداف كثيرة أمام المرمى. ويدرك الناخب الوطني, عز الدين آيت جودي, هذه الحقيقة, ما دفعه لأن يتحدث كثيرا إلى لاعبيه, على غرار حمرون الذي كان خارج الإطار في المقابلة الأولى, والقائد شعلالي, غير المحظوظ تماما في ذات المباراة. ويتوجب على الناخب الوطني أيضا إيجاد الحلول اللازمة لغياب هداف الفريق في المثابلة الأولى, مهدي بن علجية المعاقب, وكذا المهاجم أمين طواهري المصاب, ولو أن آيت جودي لا يبدي قلقا كثيرا في هذا الشأن, سيما في ظل تواجد عدد لا بأس به من المهاجمين ذوي الامكانيات المعترف بها ضمن التشكيلة التي سافر بها إلى المغرب.