صدمتنا الصور الآتية، من عاصمة الجن والملائكة، التي تظهر أطفالا في سن الزهور، يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم، في حركة قمع وإذلال لهم من قبل السلطات الفرنسية، مخلفة في أذهاننا عشرات الأسئلة التي لا نجد إجابة واضحة لها ..على غرار من يحمي هؤلاء الأطفال من بطش وجنون النظام الفرنسي ؟!. بالأمس القريب، كانت باريس تدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن وتطبيق البند السابع، بمجرد خروج مئتي شخص في الدول العربية، وتصوت بكل بساطة لصالح ضرب وتدمير بلدان بأكملها بحجة الحرية والديمقراطية، التي ضحكوا بهما على شبابنا في المجتمعات العربية بشعراتها الرنانة، على غرار الربيع العربي ..الخ والتي بدل إن تقطف الزهور قطفت الدمار والخراب !!.
هنا يبرز سؤال أخر، هل سيتجرأ قادة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ لما يسمى بالجامعة العربية، لدعوة ماكرون بالرحيل والاستجابة للخريف الفرنسي !!
في كل الحالات على شعوبنا استيعاب الدرس، من خلال الذي يحدث اليوم في فرنسا، هذه الأخيرة تحولت بين عشية وضحاها إلى دولة قمعية بامتياز، بمجرد أن طالب شعبها بأدنى حقوق الكرامة والإنسانية !.
هذا لا يعني تبرير القمع في حق المتظاهرين في أي دولة من الدول العربية، لكن يبقى السؤال المطروح هو أين اختفى مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان من ما يبث عبر وسائل الإعلام، من قمع لمطالب اجتماعية واقتصادية عادية، ومتى ستتحرك من اجل إنصاف الشعب الفرنسي، وكذلك حماية أطفال فرنسا من غطرسة ماركون وحكومته؟ ! .