دعا الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، أول أمس، بالجزائر العاصمة، إلى تكوين حركة جماعية للقوى الوطنية نحو حوار عميق كفيل بالخروج بتوافق صلب حول إصلاحات جريئة وعميقة في جميع الميادين . وقال أويحيى في افتتاحه للدورة السادسة العادية للمجلس الوطني، أنه قصد التصدي للتحديات المستقبلية فإن الجزائر في حاجة إلى تعبئة سائر قواها بكل تنوعها، على نحو يتيح بناء توافق على أوسع نطاق حول التغييرات الضرورية ، مضيفا أن الحزب يعبر عن رغبتين بالنسبة للسنوات القادمة، تتمثلان في إعادة انتخاب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، وأيضا في تكوين حركة جماعية للقوى الوطنية نحو حوار عميق كفيل بالخروج بتوافق صلب حول إصلاحات جريئة وعميقة في جميع الميادين . وأوضح الأمين العام، أن هذه الإصلاحات لن تكون مصدرا للقطيعة مع ثوابتنا الوطنية الأساسية، بل بالعكس يتعين أن تكون الضامنة لديمومتها . وانتقد في هذا الصدد، الداعين إلى القطيعة والتغيير من أجل التغيير ، مؤكدا أن الحزب يرى أن المستقبل في الاستمرارية لأن الجزائر بلد لا يزال في طور البناء وترتيب البيت الداخلي وهو خارج من عنق زجاجة الأزمة . وقال أويحيى أن الاستمرارية التي دعا إليها الحزب في يونيو الماضي من خلال توجيه نداء للأخ عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لعهدة جديدة، بدأ نورها يسطع حاليا . وفي ذات السياق، جدد المسؤول الحزبي تطلع تشكيلته السياسية لترشح الرئيس بوتفليقة من جديد، داعيا إلى تعبئة وطنية بما يحقق وثبة نوعية جديدة ، ودعا مناضلي التجمع إلى الاستعداد لخوض هذه المعارك ، على اعتبار أن الحزب يعرف كيف يقوم بذلك بفعالية عندما يتعلق الأمر بالحملة الإنتخابية، وفي المشاركة غدا في الحوار في خدمة جزائر أقوى على الدوام . وفي تقييمه لوضعية البلاد خلال السنة الفارطة، أكد أويحيى أن الجزائر حققت نتائج جيدة رغم الظروف المالية الصعبة ، معتبرا أن هذا التقييم الإيجابي يغذي مشاعر الارتياح والأمل ولكنه يغذي أيضا التعبئة لمواجهة تحديات المستقبل ، واشار إلى أن التقدم المحقق في جميع الميادين يبرز متطلبات جديدة بعد نصف قرن من الاستقلال وعقب عشريتين من البناء الوطني . وأضاف أن الشباب لم يشهد السنوات الأليمة للمأساة الوطنية والتعديل الهيكلي، كما أنه يعيش في عالم لا يعرف حدودا مع التكنولوجيات الجديدة للاتصال، وبالتالي فإن هذا الشباب يذكرنا بأننا نعيش في عالم معولم يعد فيه التطور أمرا لا بد منه . وعلى الصعيد السياسي، أشاد أويحيى بالإعلان عن تشكيلة المجمع الجزائري للغة الأمازيغية الذي اعتبره خطوة أخرى نحو المصالحة مع تاريخنا ومع هويتنا الوطنية بأبعادها الثلاثة ، داعيا الجميع إلى الكف عن تسييس هذا الملف وتركه بين أيدي المختصين . وفي حديثه عن انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي شارك فيها الحزب الشهر الماضي، أكد ذات المسؤول الحزبي أن تشكيلته السياسية خرجت من هذا الاستحقاق بطعم المرارة وشعور بالاستياء، بسبب التجاوزات المسجلة في كثير من الولايات والعنف الدنيء المستعمل على مستوى ولايات أخرى . وندد أويحيى بهذه الانحرافات التي لا تخدم الديمقراطية ولا دولة القانون ، مؤكدا أن هذه الانحرافات لن تجعل الحزب يحيد عن التزامه بخدمة البلاد وكذا الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية وأن الحزب سيعرف بفضل وحدة صفوفه ووضوح خطه السياسي كيف يحقق انتصارات أخرى في المواعيد الانتخابية القادمة . وأسدى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس بالجزائر العاصمة تعليمات الى كل مناضلي الحزب من أجل التجند لإنجاح الحملة لصالح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة' الذي ننتظر إعلان رسميا ترشحه لعهدة جديدة ، كما قال. وأوضح أويحيى، خلال كلمته الختامية لدورة المجلس الوطني السادسة للحزب، أن كل مناضلي التجمع الوطني الديمقراطي سيجندون بداية من الغد والى غاية نهاية الحملة الانتخابية لاستحقاقات 18 أفريل المقبل ، لصالح الرئيس بوتفليقة الذي ننتظر اعلانه الرسمي للترشح لعهدة رئاسية جديدة . وأضاف أن كل الآلة الانتخابية للحزب ستكون مسخرة لجمع التوقيعات والمساهمة في تنظيم الحملة لصالح الرئيس بوتفليقة، مشيرا الى أن الحزب يملك قاعدة نضالية و توغل في المجتمع . وعليه، جدد المجلس الوطني نداء جميع مناضلي الحزب الى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للإعلان عن ترشحه للرئاسيات المقبلة بما يسمح للجزائر بمواصلة بنائها الوطني في ظل الوحدة والاستقرار ، معتبرا أن اعادة انتخابه ستكون صفحة اخرى من الاستمرارية والاستقرار أمام التحديات الكثيرة التي لا تزال تستوقف الجزائر .