قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، إنه فرح لما سماه مشاهدة "نور شعلة ترشُح الرئيس بوتفليقة"، وذكر أن الاستمرارية ليست مقصورة في الجزائر فقط، بل حصلت في ألمانيا والصين، وتهجم على دعاة "القطيعة" في إشارة منه إلى اللواء المتقاعد علي غديري الذي اختار شعار "القطيعة"، وتحدث أويحيى عن "حﭬرة" طالت حزبه بمناسبة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة. أطلق زعيم الأرندي، إشارات قوية لترشح الرئيس لعهدة خامسة، وفضل تسميتها بالاستمرارية، وقال في افتتاح الدورة السادسة للمجلس الوطني للحزب، الخميس، بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائر العاصمة "هناك تحديات تتطلب المزيد من التجنيد الوطني وأملنا كبير أن الرئيس بوتفليقة يترشح، وكذلك أن تكون الطريقة مختارة من طرف الجزائريين بكل سيادة بتضافر الجهود واقتراب القوى نحو توافق وطني، لأن البلاد في حاجة إلى لم شملها لمواجهة مختلف التحديات"، وعاد ليذكر الحضور بأنه كان سباقا لترشيح الرئيس لعهدة خامسة-الأفلان فترة ولد عباس رفعت المقترح لكن ليس في إطار رسمي-. كما تطرق أويحيى إلى الحملة الانتخابية "إن حزبنا يعرف أصلا كيف يقوم بذلك بفعالية عندما يتعلق الأمر بالحملة الانتخابية، وليس لدي شك في أننا سنعرف جميعا كيف نجعل تجمعنا أيضا يتكيف مع المشاركة غدا في الحوار في خدمة جزائر أقوى على الدوام، في ظل الوفاء لمبادئ نوفمبر، وضمن ديناميكية متواصلة للأصالة والعصرنة". أويحيى كذلك الذي يحذوه الأمل في ترشح الرئيس بوتفليقة، تحدث عن "ظهور شعلة الترشح"، وأشار لأكثر من مرة لضرورة الاستمرارية، وقدم 3 أسباب لحصولها، أولها كما قال "البلاد تواجه منذ خمس سنوات خلت، توترات مالية شديدة دون أن يتعثر مسارها التنموي. بل بالعكس، فإن الصادرات خارج المحروقات ما انفكت تتعزز في العديد من المنافذ؛ الأمر الذي يمثل إشارة إلى استمرارية موفقة وكذلك مؤشرا يبشر بمستقبل واعد"، وتابع "وفي المقام الثاني، فإن البلاد قد واجهت بنجاح تلك العاصفة المسماة "الربيع العربي". ومنذ ذلك، حققت التعددية مزيدا من الثراء في المجالات السياسية والإعلامية والجمعوية، مثلما حققت دولة القانون والديمقراطية تقدما إضافيا خلال المراجعة الدستورية الأخيرة، وختم المعني دفاعه عن ضرورة استمرار بوتفليقة "الجزائر ما كان لها أن تحقق كل أشواط هذا التقدم لولا ميزة الاستمرارية تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وإذا كان المستقبل بالنسبة للبعض يكمن في التغيير، فإن المستقبل بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي يكمن في الاستمرارية وما لها من نتائج؛ وذلكم ما يجعلنا ننتظر بأمل كبير إعلان الرئيس بوتفليقة عن ترشحه لانتخابات شهر أفريل القادم". الأمين العام للأرندي، قدم نماذج لدول قوية، استمر حكامها في مناصبهم دون أن يثير ذلك ضجة أو جلبة، وتحدث عن ألمانيا-المستشارة إنجيلا ميركل في منصبها منذ 2005-، والصين-الرئيس شي جين بينغ في منصبه منذ 2013-، وقال "نحن شعب يريد بناء نفسه وخرج من عنق الزجاجة، لكن الغربيُنظَر علينا وننصت له عند حصول الاستمرارية-تحدث بالعامية تتقلب الدنيا-،لكن لما تحصل الاستمرارية كما في ألمانيا والصين ولا أحد يتحدث…الشعب هو سيد القرار". وكما للاستمرارية أنصار، ظهر طرف آخر يرفع شعار "القطيعة"، كما هي الحال مع اللواء المتقاعد علي غديري، حيث وجه أويحيى "سهامه" للعسكري السابق دون أن يذكره بالاسم، وقال إن أطرافا تنادي للقطيعة، لكن أمل الجزائر في الاستمرارية، وهنا "عاب" كذلك فترة حكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وقال عنها "مع احترامي للراحل بن جديد لكن في عهده كانت هنالك جماعة سياستها الشعارات فقط"،عكس فترة الرئيس بوتفليقة، التي تتسم بحسب المتحدث بحياة أفضل وأمل وأشياء تتحقق، ومن ذلك يقول "تحسن الوضع الاجتماعي للمواطنين، عموما، بفضل تراجع طفيف للبطالة، واستقرار التضخم في فائدة المقدرة الشرائية، وبفضل المنجزات الاجتماعية الثقافية العديدة التي كان أبرزها عمليات التوزيع المكثفة للمساكن التي لا تزال متواصلة، علاوة عنكون النمو الاقتصادي قد كان في الموعد في وقت تضاعفت فيه الاستثمارات في كل مكان عبر البلاد". أويحيى وفي كلمته، عاد ليشتكي من الظلم الذي طاله خلال انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وفضل الحديث عن "حقرة" دون تحديد الجهة التي تعمدت"هزيمته" خارج أطر العملية الانتخابية، وقال " لقد شارك حزبنا مؤخرا في انتخابات التجديد النصفي للأعضاء المنتخبين لمجلس الأمة. وقد خرج تجمعنا من هذا الاختبار بطعم المرارة وشعور بالاستياء"، وتابع "إن هذه المرارة وذلك الاستياء لم يكونا بفعل نتائجنا في هذا الاختبار. بل إنها مشاعر يكمن مردها في التجاوزات المسجلة في كثير من الولايات والعنف الدنيء المستعمل على مستوى البعض الآخر". وبعيدا عن معمعة الانتخابات، أبدى أويحيى، ارتياحا لتأسيس المجمع الجزائري للغة الأمازيغية، وقال بشأن الخطوة "الإعلان عن تشكيلة المجمع الجزائري للغة الأمازيغية قد كان خطوة أخرى نحو المصالحة مع تاريخنا ومع هويتنا الوطنية بأبعادها الثلاثة. وإننا الآن نناشد هؤلاء وأولئك الكف عن تسييس هذا الملف وتركه بين أيدي المختصين".