استمرار حالة التصعيد مع واشنطن لازالت لغة التصعيد والتهديد تطبع العلاقات بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة في ظل اصرار هذه الاخيرة على الاطاحة بنظام الرئيس الشرعي، نيكولاس مادورو، ورفض كراكاس تسليم السلطة لزعيم المعارضة، خوان غوايدو، الذي أعلن أحقيته بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات، مدعوما في ذلك من الولاياتالمتحدة، التي تتهمها الحكومة الفنزويلية بالتحضير لشن هجمات ارهابية جديدة على منشآت حيوية في البلاد. وأعلن رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية لفنزويلا، ديوسدادو كابيلو، أن حكومة بلاده لا تستبعد أن تشن الولاياتالمتحدة قريباً هجمات جديدة على منشآت البنية التحتية في فنزويلا، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومترو الإنفاق، ما دفع بكركاس الى اتخاذ اجراءات لحماية المنشآت الحيوية في البلاد. وقال كابيلو في مؤتمر صحفي في كاراكاس: ما يحدث في فنزويلا ليس عرضيًا.. لقد حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالفعل مهاجمة الرئيس نيكولاس مادورو في 4 أوت 2018، بالإضافة إلى عدد من الهجمات الانتقائية الأخرى من أجل إلحاق الضرر ببلادنا. الولاياتالمتحدة ليست مهتمة بالضحايا وقد يحاولون بشكل علني ارتكاب أعمال إرهابية في المترو أو المدارس أو المستشفيات . ويأتي تصريح رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية لفنزويلا هذا، بعد حادث توقف أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في البلاد والتي تغطي حوالي 80 بالمئة من احتياجات البلاد من الكهرباء ، ما أدخل 23 اقليما من أقاليم فنزويلا في حالة ظلام دامس، والذي كان نتيجة لهجوم إرهابي شنته الولاياتالمتحدة، بحسب الرئيس مادورو. وحمّل الرئيس الفنزويلي، الذي تولى منذ العاشر من جانفي الماضي، عهدة رئاسية جديدة لمدة ست سنوات، ما وصفه بالإمبريالية الأميركية المسؤولية عن الحادث، مشيرا الى أن ذلك تم بقيادة جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبينما نفت وزارة الخارجية الأميركية ضلوعها في حادث انقطاع الكهرباء في فنزويلا، بالرغم من تهديدات كبار المسؤولين الامريكيين بأن كل الاحتمالات واردة لدى واشنطن من أجل اسقاط حكم الرئيس مادورو، بما في ذلك الوسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، أرجع المعارض خوان غوايدو الحادث الى ما وصفه بالإهمال وفساد الحكومة. وتعرض 23 إقليما من أقاليم فنزويلا لانقطاع إمدادات الطاقة اعتبارا من 7 مارس ولمدة أسبوع، حيث أعلنت شركة الكهرباء الوطنية أن حالة الظلام نجمت عن عطب في محطة سيمون بوليفار للطاقة الكهرومائية. تكليف الجيش بحماية البنية التحتية وتغيير جذري مرتقب للحكومة وتخوفا من أحداث مشابهة قد تقدم عليها الادارة الامريكية، التي تسعى للإطاحة بحكم الرئيس مادورو، ووضع مكانه غوايدو، زعيم البرلمان، وهو الهيئة السياسية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، ووسط الصراع الدائر على السلطة في البلاد، قرر الرئيس الفنزويلي تشكيل لواء عسكري لمراقبة البنية التحتية العامة للمياه والكهرباء، بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي أدخل البلاد في حالة ارتباك، كما يعتزم ادخال تغيير جذري على الحكومة. وقال مادورو الذي توقع هجمات امريكية اضافية مماثلة، إن الفريق المكلف بالدفاع عن الخدمات الأساسيّة الاستراتيجية للدولة، ستكون مهمته ضمان أمن البنية التحتية ومراقبة صيانة المعدات. وفي اجراء آخر لمواجهة الازمة السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، قرر مادورو اعادة هيكلة جدرية لحكومته مع تعافي البلاد من انقطاع التيار الكهربائي. وفي هذا السياق، قالت دلسي رودريغيز، نائبة الرئيس الفنزويلي، ان مادورو يعتزم إجراء عملية إعادة هيكلة جذرية لحكومته وقد طلب من كافة أعضاء الحكومة تقديم خططهم لمراجعتها في إطار إعادة هيكلة عميقة لأساليب ومهام الحكومة لمواجهة التحديات المطروحة. ويأتي ذلك فيما تعاني فنزويلا، فضلا عن الازمة السياسية، من انهيار اقتصادي ونقص في الغذاء والدواء ما تسبب في هجرة ملايين المواطنين الامر الذي استغلته المعارضة في البلاد من أجل ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة من أجل اجبار الرئيس على التنحي، وذلك بدعم من الولاياتالمتحدة وعديد من الدول الغربية ودول أمريكا اللاتينية التي أعلنت تأييدها لغوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد. وفي مؤشر ينذر بمزيد من التوتر قد تشهده فنزويلا في الايام المقبلة، أكدت الخارجية الأمريكية، أنها تستعد لسحب باقي موظفيها الدبلوماسيين المتبقين في فنزويلا هذا الأسبوع، مؤكدة أن وجود عاملِين أمريكيِّين في السفارة يشكل قيداً على السياسة الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على صفحته بموقع تويتر : ستسحب الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع جميع الموظفين المتبقين في السفارة الأمريكية لدى فنزويلا ، مشيرا الى أن هذا القرار يعكس الحالة المتدهورة في فنزويلا. ويأتي ذلك فيما تجري واشنطن وموسكو محادثات بشأن الوضع في فنزويلا والتي لم يفصح عن فحواها حتى الان. واكتفت الخارجية الامريكية بالقول، في بيان أصدرته، أن المباحثات الجارية في ايطاليا بشأن الازمة في فنزويلا بين المبعوث الامريكي الى فنزويلا، اليوت أبرامز، ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريباكوف، ستتواصل اليوم. وتسعى روسيا التي تقف الى جانب مادورو الرئيس الفنزويلي الشرعي، الى الإسهام في ايجاد تفاهم بين مختلف القوى السياسية في فنزويلا لما فيه مصلحة توفير الأمن الداخلي وتنفيذ المهام الاجتماعية الاقتصادية الراهنة في أسرع وقت وعلى أساس مبادئ وميثاق الأممالمتحدة، معربة عن رفضها القاطع للتدخل العسكري في فنزويلا، الذي لوحت به واشنطن مرارا.