توقف الدراسة بالجامعات إلى إشعار آخر يتواصل تصعيد الطلبة عبر الجامعات الجزائرية، حيث خرج الآلاف منهم أمس في ثامن مسيرة لهم بالتزامن مع يوم العلم، وجاءت المسيرات بعد قرارهم الدخول في إضراب مفتوح عبر غالبية الجامعات مساندة للحراك الشعبي، وتأكيدا على تمسّك الطلبة بانتفاضتهم المطالبة بالتغيير الجذري ورحيل رموز النظام. وخرج أمس طلاب الجامعات في مسيرات سلمية عبر ولايات الوطن، مطالبين بالتغيير الجذري، ومؤكدين على تجديد حركتهم الاحتجاجية السلمية إلى غاية بلوغ التغيير المنشود. ونظم مئات الطلبة وقفة احتجاجية بساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، جددوا خلالها تمسكهم بمطالب الحراك الشعبي الداعية إلى تغيير جذري للنظام السياسي ورحيل كل الوجوه القديمة، متمسكين في نفس الوقت بمواصلة إضرابهم عن الدراسة. وتجمع هؤلاء الطلبة الذين جاءوا من مختلف المؤسسات الجامعية المتواجدة بولاية الجزائر وكذا والولايات المجاورة بساحة البريد المركزي، للتأكيد على ضرورة إحداث تغيير جذري في النظام وبناء جزائر جديدة ، تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وفي مقدمتها توفير مناصب شغل. ورفع الطلبة شعارات تدعو في مجملها إلى رحيل جميع الوجوه القديمة المحسوبة على النظام ، معربين عن رفضهم لعبد القادر بن صالح كرئيس للدولة وحكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، علاوة على رفضهم لكل من رئيس المجلس الدستوري بلعيز الطيب (الذي قدم استقالته)، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، حيث تم اختصار هذا الرفض برفع لافتات كتب عليها لا للباءات الأربعة . وفي سياق متصل، أبرز الطلبة من خلال هتافاتهم استحالة تنظيم انتخابات رئاسية في ظل الوضع الراهن، مطالبين في شأن متصل بضرورة محاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عن نهب الثروات الوطنية. كما أكد الطلبة، الذين تزينوا بالرايات الوطنية، عزمهم على مواصلة مقاطعة المقاعد الجامعية إلى حين الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي، معتبرين ذلك بمثابة مساندة لهذا الحراك لكونهم جزء لا يتجزأ من الشعب. من جهة أخرى، أكدوا على سلمية هذه الوقفة، لاسيما في ظل تسجيل تطويق أمني مكثف شهده محيط الجامعة المركزية والطرقات المؤدية للبريد المركزي في بداية الوقفة، ليتم بعد ذلك انسحاب عناصر الأمن وتمكن الطلبة من التجمع بساحة البريد المركزي. مسيرات في مختلف الولايات كما نظم طلبة الجامعات في العديد من الولايات، بينها جامعة المسيلة، بجاية، تيزي وزو، قسنطينة، وهران وغيرها من الولايات، مسيرات احتجاجية جابت الشوارع المدن الرئيسية للمطالبة بالتغيير الجذري. فبولاية عين تموشنت، خرج العشرات من طلبة المركز الجامعي بلحاج بوشعيب في مسيرة سلمية تضامنا مع الحراك الشعبي، وتأييدا لمطلب التغيير الجذري. ورددوا جملة من الشعارات الرافضة للباءات الثلاثة (رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي)، وأخرى معبرة عن الطابع السلمي لهذه المسيرة وتماسك الشعب بالجيش الوطني الشعبي (جيش شعب.. خاوة خاوة). ووقف المتظاهرون أمام المدخل الرئيسي لمقر الولاية، وهي آخر محطة لهذه المسيرة التي إنطلقت من المركز الجامعي بلحاج بوشعيب ، وجابت بعضا من الشوارع الرئيسية لمدينة عين تموشنت على غرار أول ماي و محمد بوضياف . وبولاية المسيلة، خرج مئات الطلبة في مسيرة سلمية تطالب بالتغيير الجذري والاستجابة للمطالب المرفوعة ضمن مسيرات الحراك الشعبي. وجاب الطلبة، الذين أضربوا عن الدراسة مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة، رافعين شعارات تطالب بتنحية ما أسموه بقايا رموز النظام وبالخصوص الباءات الثلاث، وكذا معبرين عن مساندتهم المطلقة لقرارات المؤسسة العسكرية. وجرت هذه المسيرة في ظل تواجد أمني لافت ووسط أجواء تنظيمية محكمة سادها الهدوء والسلمية وعديد المظاهر الحضرية كاحترام إشارات المرور وعدم عرقلة سير المركبات. وبولاية الطارف، قام عدد كبير من طلبة جامعة الشاذلي بن جديد بمسيرة احتجاجية طالبوا فيها برحيل رئيس الدولة المؤقت. وقد تجمع الطلبة المحتجون داخل الجامعة، قبل أن يقوموا بمسيرة نحو وسط المدينة مرورا بعديد الشوارع وتوقفوا بالساحة العمومية المقابلة لمقر الولاية. وقد عبر الطلبة كذلك عن رفضهم للحكومة الحالية ، مؤكدين على تجديد حركتهم الاحتجاجية السلمية إلى غاية بلوغ التغيير المنشود. ابن باديس حاضر في المظاهرات وصادفت تصادف مسيرة الطلبة أمس 16 أفريل، يوم العلم، وهو ما جعل الطلبة يستذكرون العلامة بن باديس، في مسيرتهم، حيث كانت صوره مرفوعة في الرؤوس، كما رددوا شعارات باسمه وجمعوا ابرز اقواله الخالدة من قبيل: شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب . ومن بين الشعارات التي تم تداولها بقوة عبر مختلف الاقطاب الجامعية عبر الوطن شعار نحن ابناء باديس ولا نريد ابناء باريس ، و جمهورية نوفمبرية باديسية