رافع أعضاء مؤسسة القصبة بالعاصمة من أجل التعجيل بترحيل سكان القصبة في أقرب وقت ممكن، وذلك بسبب الحالة المزرية للمباني سواء الدويرات أو العمارات الكولونيالية تفاديا لانهيارات محتملة لاحقة. ودعا أعضاء مؤسسة القصبة ، في حديثهم مع ممثلي الصحافة الوطنية عن تبعات انهيار العمارة بشارع تامقليت بالقصبة السفلى، السلطات العمومية إلى التعجيل في إعادة إسكان وترحيل سكان المباني القديمة سواء الدويرات أو العمارات ذات الطابع الكولونيالي تجنبا لانهيارات أخرى، واعتبروا الوضع الحالي غير مطمئن. وقال علي مبتوش، رئيس المؤسسة، أن الانهيار الذي أودى بحياة 5 أفراد من عائلة واحدة قبل ايام هو نتيجة سوء تقدير الوضع الذي آل إليه القطاع المحفوظ. واردف أن كل السياسات المطبقة لترميم وحماية القصبة أثبت اليوم فشلها. وألقى المتحدث مسؤولية الانهيار وتبعاته المأساوية على عاتق المسؤولين على الإدارة، سواء في قطاع الثقافة أو الولاية. وانتقد في السياق ذاته الطريقة السطحية في التعامل مع البنايات والاكتفاء بالتزيين بدل الترميم الفعلي، والتركيز على إعادة واجهات مباني الشوارع الكبرى في إطار المخطط الاستراتيجي للتهيئة العمراني لولاية الجزائر. وذكر في ذات الشأن بالسياسيات المتعاقبة على القصبة منذ 1998، والتي تماطلت، حسبه، في ترحيل العائلات إلى سكنات لائقة، ناهيك عن عدم تزويد المدينة القديمة بشرطة عمرانية تراقب السكان وتمنع أي محاولة لاقتحام المنازل الشاغرة آنذاك. وأكد من جهته عضو بالمؤسسة بوغرارة اسماعيل، وهو خبير قانوني، أنه كان على الولاية أن تتعامل بصرامة أكبر مع السكان الذين رفضوا إخلاء العمارة، خاصة بعد أن أثبت الخبرة التقنية هشاشة الموقع. بدوره، يرى رضا عمراني، نائب الرئيس، أن سكان القصبة اليوم يعيشون على فوهة بركان، و أن انهيارات لاحقة تهدد القاطنين في العمارات او المنازل في أي لحظة، كاشفا عن وجود 400 عمارة كولونيالية في محيط القصبة السفلى لا تصلح للإقامة بها. وخلال معاينة ميدانية، لوحظ استعمال نوعية الخشب الأبيض سواء في الأبواب أو الدعامات التي قد لا تقاوم مزيدا من العوامل الطبيعية، حسب المتحدث. ورافع عمراني من أجل شفافية في تسيير الأموال الموجهة للترميم والمحافظة على القطاع المحفوظ، قائلا أن المواطن يدفع في فواتيره ضريبة السكن مقابل خدمة عمومية ضعيفة. ونبه المتحدث إلى الوضع البيئي المتردي في القصبة، بالقول إن رغم جهود أعوان مؤسسة النظافة نات.كوم الذين يرفعون يوميا 90 % من النفايات المنزلية، مؤكدا أن مفارغ النفايات تحولت إلى مرتع لانتشار الحشرات والجرذان. وما تزال عديد العمارات بشارع تامقليت تقطنها عائلات كما هو حال العمارة 12 و13، حيث يسكن حركات فاتح، الذي حمل بلدية القصبة التلاعب بقوائم المرحلين في سنوات سابقة، مشيرا إلى أنها عمارات شهدت تعديلات وتوسعات داخلية وعلى الأسطح ما يضاعف خطر انهيارها. وأوعز معطوب محمد بصفته أقدم عضو في مؤسسة القصبة، أسباب تراجع الحالة العمرانية للقصبة ومحيطها إلى اختفاء مهنة مسير العمارة وتحويل السكنات الأرضية إلى محلات تجارية وورشات وإحداث تغييرات داخلية عليها دونما وجود مراقبة صارمة في هذا الشأن.