دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحرك فوري وسريع، قبل أن تنتقل المواجهات الحالية في محيط العاصمة طرابلس لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر. وقال سلامة، خلال تدخله أمام مجلس الأمن الدولي: ما أنا بنذير شؤم، لكن العنف على مشارف العاصمة طرابلس ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر . وأكد أنه ما من حل عسكري في ليبيا، وهذه ليست عبارة فارغة، ولكنها واقع على الذين كان لديهم هذا الوهم أن يتكيفوا مع هذه الحقيقة، مطالبا الأممالمتحدة أن تتولى مسؤولياتها لإسكات السلاح ووقف كل الأعمال العدائية والعودة للعملية السياسية. وحذر سلامة من وجدود أشخاص متشددين أصدرت الجنائية الدولية بحقهم مذكرة توقيف مندسون وسط كفتي النزاع في ليبيا، داعيا الى ضرورة تقديمهم الى المحكمة الدولية، مشددا في ذات الوقت على ضرورة محاسبة من يستخدمون النزاع لتحقيق مصالحهم الشخصية. ونبه إلى أن الفراغ الأمني المترتب عن إنسحاب العديد من قوات العسكري المتقاعد خليفة حفتر من الجنوب وتركيز القوات الغربية على الدفاع عن العاصمة يتم استغلاله بالفعل من قبل تنظيمي الدولة الاسلامية داعش والقاعدة الارهابيين، لافتا إلى أنه من الرابع من أفريل قام تنظيم داعش بأربع هجمات منفصلة في جنوب ليبيا. وقال سلامة في جلسة مجلس الأمن، إن العاصمة الليبية كانت تتمتع بقدر من الأمن المتزايد، والأهالي يتمتعون بعملة أكثر استقرارا ويعيشون تحسنا في الأفق الاقتصادي، كما كان المسار السياسي يمضي قدما على الرغم من العديد من العقبات. وأضاف: كنا على أعتاب استضافة الملتقى الوطني في مدينة غدامس، وكان هناك حماس شعبي بشأن ما يمكن للملتقى أن يسفر عنه من نتائج في سبيل المضي قدما لإنهاء المرحلة الانتقالية التي استمرت 8 أعوام في ليبيا، والدخول في فترة جديدة من الاستقرار والأمن يكون صندوق الاقتراع الفيصل فيها . وأعرب المسؤول الاممي عن حزنه لرؤية أولئك الذين قبلوا بحماسة دعوتنا إلى غدامس، وقال: فجأة، يحملون السلاح ضد بعضهم البعض لمهاجمة العاصمة، أو للدفاع عنها. حزن اعتراني على الفرصة الضائعة والأمل الذي وئد قبل عشرة أيام بالضبط من تحقيقه . للإشارة، ينتظر ان يتدخل اسماعيل شرقي مفوض السلم والامن بالاتحاد الافريقي في جلسة مجلس الامن عن بعد، وذلك من أجل التأكيد على المساهمة التي يمكن ان يقدمها الاتحاد الافريقي في اطار مسار سياسي تشرف عليه الاممالمتحدة. يذكر انه على الصعيد الانساني، أعلنت منظمة الصحة العالمية في ليبيا أن عدد قتلى الهجوم الذي شنته قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس منذ 4 افريل الماضي، قد ارتفع إلى أكثر من500 قتيل وقرابة 2500 جريح. وقال مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أن حصيلة النزاع المسلح في العاصمة طرابلس تواصل الصعود حيث تم إحصاء 519 قتيل وإصابة 2467 جريح منذ بداية الاشتباكات، وأحصت نزوح 60 ألف مدني من مواقع الاشتباكات. وقد تدهورت الأوضاع في ليبيا بعد الهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في 4 أفريل الماضي على العاصمة الليبية طرابلس، ضد قوات الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة فائز السراج. حرب بالوكالة في ليبيا بدوره، صرح مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، أن ليبيا أضحت مسرحا لحرب بالوكالة بين فاعلين أجانب يدافعون عن مصالحهم الخاصة. خلال إحاطة لمجلس الأمن بخصوص الشأن الليبي، أشار شرقي إلى أن الوضع لا يزال معقدا كون ليبيا أضحت تمثل أساسا معركة بالوكالة بين بعض الفاعلين الأجانب الذين يدافعون عن مصالحهم الوطنية عن طريق مفوضين محليين. وأكد مفوض الاتحاد الافريقي، الذي أدلى بتصريحه عن طريق ندوة عبر الفيديو من أديس أبابا، على ضرورة اعتراف المجتمع الدولي بالتدخل الأجنبي السام وغير المسبوق في ليبيا. وأضاف أن هؤلاء الفاعلين الأجانب ساهموا في اغراق ليبيا بالأسلحة الأمر الذي ساهم في خلق أرضية خصبة لتطوير نشاط الجماعات الإرهابية. وحذر شرقي قائلا أن هذه التداخلات زادت من تأزم الوضع غير المستقر أساسا في الميدان، موجها بالمناسبة نداء إلى مختلف الفاعلين من أجل الحرص على صون مصالح الشعب الليبي والحفاظ على سيادته والوحدة الترابية لليبيا. كما أشار إلى أن المعارك في ليبيا قد أفضت إلى العديد من التحالفات بين المليشيات المسلحة والسلطتين المتنازعتين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي. في الوقت الراهن وأمام الوتيرة المقلقة لتردي الوضع في ليبيا، لابد من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار فوري وإرساء مسالك آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية. وبرأي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، فان تكثيف المواجهات بين الطرفين المتنازعين بالعاصمة طرابلس كانت له آثار كارثية على المهاجرين الأفارقة، لاسيما المعتقلين، الذين يُرجح استعمال البعض منهم كدرع بشري أو إجبارهم على المشاركة في المعارك. وأردف شرقي يقول: فضلا عن التنسيق القائم بيننا وبين المنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأوروبي حول هذه المسألة، فان الأمر يستدعي بذل جهود إضافية بشكل عاجل ، موضحا أن الاتحاد الافريقي على يقين بعدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا. قوات الوفاق تحرز تقدماً في طرابلس ميدانيا، أحرزت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تقدما جنوب العاصمة طرابلس بعدما نجحت في السيطرة على معسكر كانت تتمركز به قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، بحسب قائد ميداني. وقال محمد خالد، وهو أحد القادة الميدانيين بقوات حكومة الوفاق، وفق وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن قواتنا وبمساندة سلاح الجو نجحت في السيطرة على معسكر الصواريخ والمدفعية وتقدمت حتى مقر الشرطة العسكرية في محور صلاح الدين جنوبطرابلس، حيث كانت قوات حفتر تتمركز فيه. وأضاف خالد، أن الاشتباكات التي اندلعت صباح، أمس، تدور حاليا بشكل متقطع حول مقر الشرطة العسكرية، معتبرا أن عملية السيطرة على المقر مسألة وقت. وأشار القائد الميداني إلى أن قوات حكومة الوفاق تقدمت 4 كلم جنوب صلاح الدين. ويعد التقدم الذي أحرزته قوات حكومة الوفاق الأول منذ بداية ماي الجاري. وتتواصل الأعمال العسكرية بين قوات حفتر وقوات موالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا قرب وحول العاصمة الليبية، منذ إعلان حفتر، في الرابع من أفريل الماضي عن عملية عسكرية للاستيلاء على طرابلس. وتقع المعسكرات والمقار المذكورة في منطقة صلاح الدين التي تتقاسم السيطرة عليها قوات الوفاق وتلك التي يقودها حفتر، وتبعد 20 كلم عن وسط العاصمة طرابلس ومحور صلاح الدين واحد من سبعة محاور تخوض فيها قوات حكومة الوفاق معارك ضد قوات حفتر جنوبطرابلس. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية في ليبيا، فإن عدد القتلى جراء الاشتباكات حول العاصمة بلغ 510 في حين أصيب 2467، كما أحصت المنظمة نزوح 60 ألف مدني منذ بدء الأعمال العسكرية.