يستمر الإضراب في السودان، لليوم الثاني، بدعوة من قوى المعارضة للضغط على المجلس العسكري، بعد فشل المفاوضات بين الطرفين. وشاركت أمس فئات واسعة من النقابات العمالية والمهنية في القطاعين العام والخاص في الإضراب الذي شمل في يومه الثاني قطاع النفط والمواصلات، والقطاع البحري والصحي، والتعليم والقضاء، والاستشفاء والصيدلة، والمصارف، وشركات السكر وغيرها. وجاء الإضراب، تلبية لدعوة قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تطالب المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين، مؤكدة حرص المعارضة على مشاركة قوى سودانية أخرى ليست من النظام السابق، في إدارة المرحلة الانتقالية. بدوره، دعا تجمع المهنيين السودانيين أبرز مكونات تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، إلى اللحاق بقائمة الشرف بالانضمام للإضراب العام والمساهمة في انتقال السلطة للمدنيين. وأكد التجمع مواصلة الضغط عبر كافة الأشكال السلمية، احتجاجا واعتصاما وإضرابا، حتى الوصول للعصيان المدني، تحضيرا لأشكال أخرى من المقاومة في الأيام المقبلة، وصولا إلى سلطة مدنية انتقالية وتحقيق كافة أهداف الثورة. ودعا للاحتشاد في ميادين الاعتصام بعد ساعات العمل في العاصمة أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، وغيرها من ميادين الاعتصام. في غضون ذلك، قال ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية، وهي من مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير، إن المجلس العسكري طلب منه مغادرة الخرطوم. وتعثرت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، بعد أسابيع من المفاوضات على مدة حكم انتقالية مدتها ثلاثة أعوام. وكان نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أكد عزم المجلس على تشكيل حكومة مدنية في غضون 3 أشهر تكون قوى الحرية والتغيير جزءا منها. البلاد تتعرض لحالة عالية من التربصات وفي السياق، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، إن بلاده تتعرض لحالة عالية من التربصات والاستهدافات الخارجية التي تمول مخططات إحداث الفتنة والفوضى الداخلية، من دون أن يحدد مصدر هذه التهديدات. وأضاف حميدتي في تصريح، أن هذه الاستهدافات الخارجية ترمي بثقلها لأجل أن يكون السودان مقسما ومفتتا. وأكد وجود أدلة دامغة تؤكد ذلك، وأن المجلس العسكري اكتشف هذه المخططات ويتابعها لإفشالها، مشددا على ثقته في أن السودانيين بيقظتهم ووعيهم الوطني العالي لن يستجيبوا لهذه المخططات. وأضاف أن المجلس العسكري يتعرض لاستهداف من جهات دولية نافذة تستخدم أساليب متقدمة للنيل من الوطن، وإضافة لذلك يتحرك الفاسدون وأعضاء النظام السابق لاستغلال مكاسب الثورة الشعبية وإخفاء أعمالهم الفاسدة التي عطلت مسيرة الوطن طيلة السنوات السابقة ونحن لن نتركهم وسنحاسبهم. وكشف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عن أن المجلس توصل لاتفاق مبادئ مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لإحلال السلام الشامل في البلاد، وقال: اتصالاتنا معهم توصلت لمراحل متقدمة سيتم الكشف عنها قريبا . وقال فيما يتعلق بالإضراب السياسي الذي نفذته قوى الحرية والتغيير التي تقود الحراك الشعبي، أن المجلس العسكري سيواصل الاتصالات معها للدفع لاتفاق المبادئ الذي تم معها، قائلا: لن نغلق باب التفاوض ولابد من مشاركة الجميع . يشار إلى أن المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير توقفت على المستوى القيادي منذ أكثر من أسبوع وتعمل على مستوى فني ولم تحقق أي تقدم ملموس، حيث يعتريها جمود واضح وتصعيد بين الطرفين بعد تلويح المجلس العسكري بإجراء انتخابات مبكرة رفضته قوى الحرية وردت عليه بالدعوة إلى إضراب سياسي بدأ أمس، وقد يكون مقدمة لإعلان العصيان المدني الكامل وفق مصادر مقربة من الحراك. وكان الطرفان اتفقا على تشكيلة مجلسي الوزراء والتشريعي وصلاحيات مجلس السيادة، لكنهما اختلفا حول من يرأس المجلس السيادي وعدد أعضائه ونسبة تمثيل المدنيين والعسكريين فيه، ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع الحالي خطوات توضح معالم المرحلة المقبلة في أعقاب التصعيد الذي شهدته الفترة الماضية. الاتحاد الإفريقي يدعو لاستئناف المفاوضات دعا الاتحاد الإفريقي كلا من المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان للعمل سويا على استئناف المفاوضات سريعا والانتقال للسلطة المدنية وتفادي توتر الأجواء. وقال محمد الحسن ولد لبات، مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى السودان، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم: إن السودان أمام خيارين: إما الفوضى أو طريق السلم والتفاوض ، داعيا لتوفير أجواء ملائمة لإحداث شراكة فاعلة بين المجلس العسكري وقوى التغيير عن طريق الاحترام المتبادل ووقف التصعيد.