ما يزال القرار الذي اتخذه رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، القاضي بترسيم سقوط فريقين من القسم الثاني يصنع الحدث هذه الأيام، لا لسبب سوى أنه قرار ارتجالي لم يتم المصادقة عليه من أعضاء الجمعية العامة للفاف، ولا استشارة رؤساء النوادي المعنية بالقرار. في بداية الموسم، أثير جدل كبير حول قرار اعتماد صعود فريق واحد إلى القسم الأول، وهو ما جعل رئيس الفاف محمد روراوة ورئيس الرابطة مشرارة يجتمعان مع رؤساء أندية القسم الثاني لحل المشكل، حينها أبلغهم روراوة أنه لا يمكنه أن يغيّر قرار صعود فريق واحد إلى القسم الأول، أو المساس بلوائح الجمعية العامة، لأن القانون واضح في هذا الشأن. ولكن بالمقابل، تم اتخاذ قرار إلغاء السقوط إلى قسم ما بين الرابطات. ذلك الاجتماع لم يكن رسميا ولم ينته بتوقيع محضر، لأنه جرى في ظروف استثنائية. ولكن الغريب في الأمر أن المكتب الفيدرالي اجتمع ست مرات، شأنه في ذلك شأن مجلس الرابطة، لكن دون أن يتم التطرق إلى قانون النزول والصعود وصيغة المنافسة الجديدة. وخلال الجمعية العامة للفاف التي جرت يوم 2 مارس الماضي، لم يتطرق روراوة إلى موضوع تغيير نظام المنافسة وترسيم سقوط فريقين اثنين من القسم الثاني، وكان الموضوع غائبا عن أشغال الجمعية العامة. وحسب ما علمناه من مصادر حسنة الاطلاع، فإن رئيس إتحاد بلعباس طلب من روراوة التطرق إلى موضوع نظام المنافسة الخاص بالقسم الثاني لكنه رفض، متحججا بأنه لا يمكنه أن يدوس على القوانين ويغيّر ما أقرته الجمعية العامة السنة الماضية. مع العلم أن إلغاء السقوط جعل عدة أندية تتبنى سياسة التشبيب وتفادي تدعيم التشكيلة في الميركاتو. لكن روراوة الذي الصمت في أشغال الجمعية العامة التي جرت في فندق الشيراطون في الثاني مارس الماضي، عاد بعد أربعة أيام من تاريخ عقدها، ليفاجئ رؤساء أندية القسم الوطني الثاني بترسيم سقوط فريقين إلى ما بين الرابطات، وبالمقابل صعود سبعة أندية من كل فوج في قسم ما بين الرابطات. ولم يبلغ روراوة الأندية المعنية بالأمر عن طريق مراسلات خاصة، وإنما اكتفى بذكر ذلك عبر الموقع الرسمي للفاف. مبرراً أن القرار جاء تحت رغبة بعض الرؤساء، لكن الرغبة الحقيقية لرؤساء القسم الثاني هو تبني صعود أكثر من فريق إلى القسم الأول، وهو ما لم يتحقق لحد الآن. وما يراه أغلبية المتتبعين، أن القرار غير منطقي، بصعود سبعة فرق من قسم ما بين الرابطات وسقوط فريقين من القسم الثاني. علما أن النادي الذي يحتل مؤخرة الترتيب في القسم الثاني، أكيد سيكون أقوى من النادي الذي يحتل الصف السابع في البطولة الجهوية. ومما لا شك فيه، أن أندية المؤخرة هي التي ستتأثر بقرار روراوة، على غرار مولودية بجاية وشبيبة سكيكدة وأولمبي أرزيو. وحسب آخر الأخبار المستقاة، فإن بعض الأندية المتضررة بتغيير نظام المنافسة تهدد بالانسحاب من البطولة