اتخذت قمة ضفتي البحر الابيض المتوسط، بمرسيليا، خمسة التزامات من اجل بناء منطقة متوسط مستدامة و للعيش معا في سلام والتشارك والتنمية المشتركة. ويهدف هذا اللقاء، الذي جاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي ماكرون، الى اعادة بعث ديناميكية تعاون بين ال10 بلدان المتواجدة على ضفتي منطقة المتوسط الغربية، مع الاخذ بعين الاعتبار كل تحديات المنطقة. ومن بين التحديات العديدة التي تم التطرق اليها، تم ذكر حالة عدم الاستقرار بجنوب المنطقة وعدم اصغاء دول شمال المنطقة والشباب والشغل والتكوين والبيئة، وهي المسائل التي تجبر بلدان المنطقة على مراجعة رؤية التعاون حول حوض البحر الابيض المتوسط الذي يعتبر مهد الحضارة الاوروبية. وتعتبر هذه القمة، التي اولت كل الاهمية للمجتمع المدني، الفعل المؤسس لطريقة جديدة في العيش معا لفائدة شعوب المنطقة، وهذا من خلال مشاريع مبتكرة وملموسة. وشاركت الهيئات الدولية، المانحة للأموال، في هذا اللقاء بهدف النظر في المشاريع، حيث اقترح الرئيس الفرنسي القيام بتقييم للوضع خلال ستة أشهر من اجل المتابعة وتحقيق النجاعة. وفي هذا الصدد، تم اقتراح جدول اعمال ايجابي من اجل ترقية منطقة المتوسط الى مستوى بحر لكل الفرص في أقرب الآجال، وهذا بغية الهام جيل اكثر تضامنا امام الرهانات العابرة للحدود. كما شكلت مسألة البيئة احد الانشغالات الكبيرة للقمة التي ارغب في بناء منطقة متوسط مستدامة وحية و من دون نفايات ومنخفضة الكربون. وفي مداخلة له، أكد وزير الشؤون الخارجية، صابري بوقادوم ان الجزائر تزودت باستراتيجية طموحة من أجل تطوير الطاقات المتجددة، مشيرا الى رصد تمويلات واستثمارات هامة في هذا المجال. واعتبر الوزير أن الأفكار والمبادرات التي رأت النور من 45 اقتراح مشروع منبثق عن منتدى الجزائر لاسيما فيما يتعلق بالطاقات المتجددة، اضافة الى الفعالية الطاقوية أو أرضيات تبادل الممارسات الجيدة تعطي بعدا ملموسا لخارطة طريقنا من أجل نجاح انتقالنا نحو نموذج اقتصادي مستدام وذي انبعاث قليل للكاربون . وفي اطار هذا المسعى الطموح، تمت الاشارة الى مسألة الذهنيات التي تشكل بالنسبة للعشرة بلدان المشاركة عائقا حقيقيا. وبهدف تجاوز هذا العائق، اقترحت القمة فكرة تنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية مشتركة على غرار استحداث مهرجانات سنيمائية ومسرحية وموسيقية على مستوى الضفتين. و توصل المتدخلون الى اتفاق بشأن مسألة متابعة هذا المشروع الطموح الذي يعتبر ثمرة عمل غير منقطع للمجتمع المدني والمسؤولين، مع مراعاة مسار برشلونة الذي ولد ميتا. كما تمت المطالبة بتبني رؤية تعاون جديدة وانشاء فضاء للتنمية المشتركة والتعايش معا والسلم، تبقى معرفة ما اذا كانت ستؤثر التحديات العالقة على الرغبة المشتركة.