أوضح سمير القنطار عميد الأسرى العرب أمس ل "السياسي" على هامش الندوة التي انعقدت بمركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية بجريدة الشعب تحت عنوان "الأسرى وثورات التحرير الوطني" أن ما حدث في ليبيا يعتبر مأساة حقيقية، وما حدث ليس بثورة بمعنى الثورة الحقيقي، وقد تنبأ نفس المتحدث أن ليبيا ستدخل في مستنقع من المؤامرات الاقتصادية بعد الذي حدث لها. وقد نشط عميد الأسرى العرب الذي قضي 30 سنة في السجون الاسرائيلية هذه الندوة بحضور الصحافة الوطنية وشخصيات مثقفة جزائرية وسورية، وقال نفس المتحدث في نفس السياق أن الإدارة الفرنسية وساركوزي أصبحا يفاوضان طرابلس في إدارة الاقتصاد الليبي وهي خطوة توضح تماما مرارة المؤامرة التي وقعت فيها ليبيا، وقد تطرق أيضا نفس المتحدث إلى الوضع في سوريا، وقال بأنه يزور سوريا مرتين في الأسبوع وهي تجتاز حاليا الأزمة التي أوقعتها فيها المؤامرات الغربية باعتبارها الدولة الوحيدة التي تمثل الممانعة في المنطقة وتعتبر أيضا الواجهة الوحيدة التي تدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية في المنطقة، وقال بأن هناك أطرافا تريد زرع الفتنة الطائفية في سوريا، وقد روى "القنطار" قصة تثبت صدق أقواله، قال أنه سيرويها لأول مرة، حيث كان شاهدا حسب قوله في أفراح الطوائف المسيحية فدخلوا هناك مندسين داخل هذا العرس رافعين يافطات تحمل عنوان "الشعب يريد إسقاط النظام" لتليها فيما بعد نشرات في الجزيرة ووسائل إعلام عربية وغربية تقول بأن المسيحيين في سوريا يريدون إسقاط النظام، وقد أوضح أيضا نفس المتحدث قضية الأسرى التي تثير الريب عند البعض كيف لجندى اسرائلي أن يبادله 500 مسجون فلسطيني؟، قائلا أن هذا راجع إلى اختلاف موازين القوى على الأرض وبالتالي إسرائيل باعتبارها القوة الأولى في المنطقة، تدخل إلى الأراضي الفلسطينية فتعتقل المئات من الفلسطينيين لأنها صاحبة النفوذ والسيطرة والقوة في هذه المنطقة، لكن أن ترضخ إسرائيل وتجلس في طاولة للمفاوضات هذا ليس سهلا وهذا هو المكسب الذي حققته المقاومة في فلسطين ولبنان خلال حربي جوان 6002 والعدوان الأخير على غزة حدث مفاجأة دون أي استعداد حقيقي وتحضير مسبق لإسرائيل لهذه الحروب، لأن دور المقاومة هنا كان بفعّل اختطاف جنودها في كل مرة من اجل تنفيذ عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الاسرائيلية بالجنود الذين يتم اختطافهم عن طريق المقاومة ، وأضاف أن المقاومة اليوم أصبحت قوية جدا وتستطيع أن تصل بأسلحتها إلى ابعد نقطة في إسرائيل على غرار المفاعل النووي في "ديمونة". وللعلم فإن سمير القنطار يعتبر عميد الأسرى العرب باعتباره قضى 03 سنة في السجون الاسرائلية، سجن في 22 افريل 9791 بعد تنفيذه عملية عسكرية للمقاومة قتل فيها احد ابرز عمال المفاعل النووي الإسرائيلي في تلك الفترة ، وقد حكمت عليه المحكمة الصهيونية ب245 عاما سجن، إلا انه خرج من السجن الاسرائيلي إثر تبادل الأسرى بين الجانبين أو ما يعرف بصفقة الرضوان التي جرت في 8002 وهو الآن حر طليق منذ ثلاث سنوات.