قال الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أنه من غير المعقول أن تظل الأمور في حالة الجمود المخيمة على مسار التسوية لسنوات أخرى، مطالبا الأممالمتحدة بتعيين خليفة لمبعوثها من أجل أن يستكمل الديناميكية التي استهلها سلفه، هورست كوهلر. وفي مقابلة أجرتها معه قناة أر- تي- في-أو الاسبانية، أعرب الرئيس غالي عن أسفه الشديد من إستقالة المبعوث الأممي الأسبق، هورست كوهلر، ومن الوضع الحالي الذي نجم عن قرار هذه الإستقالة، حيث خلف، كما أوضح، حالة من الجمود في مسار التسوية بعد أن أعطى ديناميكية قوية وفعالة لكسر الجليد الذي ساد القضية منذ أخر جلسة مفاوضات في مانهاست سنة 2011 إلى أواخر سنة 2018. ورأى الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في تعيين مبعوث جديد لإستكمال الجهود الذي بذلها سلفه، أمر في غاية الأهمية، لأنه من غير المعقول، كما قال، أن تظل الأمور على هذا الحال لسنوات أخرى في الوقت التي تتواجد فيها بعثة الأممالمتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية والتي أحدثت بشكل خاص للإشراف على إستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق قرار مجلس الأمن رقم 690 في أفريل 1991. وفي سياق حديثه، انتقد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية النهج الذي تتخذه الأممالمتحدة فيما يخص إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء الغربية، المدرجة ضمن جدول أعمال اللجنة الرابعة الخاصة بالمسائل السياسية وتصفية الإستعمار منذ عقود، وهذا رغم العديد من القرارات التي اتخذتها إلى جانب الجمعية العامة ومجلس الأمن التي أقرت كلها بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وتدعمت مرة أخرى منذ وقت قصير قائمة قرارات الأممالمتحدة بشأن القضية الصحراوية، وذلك عندما تبنت لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للمنظمة الدولية الأربعاء الماضي، لائحة أكدت فيها مسؤولية الأممالمتحدة حيال شعب الصحراء الغربية، وطالبت اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة أن تواصل النظر في حالة الصحراء الغربية، وأن تقدم تقريرا عن ذلك إلى الجمعية العامة في دورتها الخامسة والسبعين. اللجنة الرابعة وفي دورتها ال74 بنيويورك، أكدت في لائحتها التي حضيت بإجماع 193 دولة عضو بالأممالمتحدة، على حق جميع الشعوب غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا للمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة وقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) المؤرخ 14 ديسمبر 1960 المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. ودعت الأمين العام لأن يقدم إلى الجمعية العامة في دورتها الخامسة والسبعين تقريرا عن تنفيذ هذا القرار. قرار لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) هذا قال عنه الصحراويون، أنه جاء ليؤكد من جديد على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وليعزز من موقف المنظمة الدولية الثابت من قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار مسجلة على جدول أعمال كل من اللجنة الرابعة واللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. يشار إلى أن تصريحات الرئيس إبراهيم غالي، للقناة الاسبانية جاء بالتزامن مع مباشرة أعضاء مجلس الأمن الدولي مشاورات بشأن تدارس الأوضاع في الصحراء الغربية، ومسار التسوية الأممي، قبل المصادقة في جلسة مفتوحة على قرار قد يكون، حسب التسريبات كسابقه، بشأن مأمورية بعثة الأممالمتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية التي تنتهي أواخر أكتوبر الجاري، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصحراوية.