توشك المهلة الزمنية التي منحتها بيونغ يونغ لواشنطن من أجل تقديم مقترح جديد من أجل استئناف المفاوضات بينهما حول الملف النووي الكوري الشمالي، على الانقضاء، في وقت تصر فيه كوريا الشمالية على المضي قدما في تجاربها الصاروخية بالرغم من التحذيرات الإقليمية والإدانات الدولية. فعلى بعد أيام من انقضاء هذه المهلة، اتهمت بيونغ يونغ، على لسان نائب وزير شؤون خارجيتها، المسؤول عن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ري تاي سونغ، واشنطن، بالحديث عن إجراء حوار من أجل كسب الوقت فقط ودون اتخاذ تدابير مقابل خطوات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وبدورها، حذرت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي، تشوي سون هوي، من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتحمل المسؤولية في حال ضياع فرصة التوصل إلى حل قضية شبه الجزيرة الكورية بطريقة دبلوماسية. وبخصوص عقد قمة جديدة بين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أكدت المسؤولة الكورية أن الأمر سيكون مستحيلا حتى تنهي الولاياتالمتحدةالأمريكية سياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية. وفي هذا السياق، أكد كبير المفاوضين النوويين لكوريا الشمالية كيم ميونغ كيل، أن الحوار بين بيونغ يونغ وواشنطن يعد مستحيلا، ما لم تتخذ واشنطن قرارا جريئا بالتخلي عن سياستها العدائية، مشيرا إلى أن عدم إجراء أي مفاوضات مستقبلية ليس لعدم وجود قناة اتصال أو وسيط بين البلدين وإنما راجع للسياسية الأمريكية العدائية. وقد كانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية قد أعلنت في عدة مناسبات استحالة موافقة بلادها على عقد أي قمة عديمة الفائدة مع الولاياتالمتحدة، داعية هذه الأخيرة إلى التراجع عن سياستها العدائية التي تصور كوريا الشمالية كعدو لها، إذا أرادت على عدم التفريط في الحوار المشترك. وبالموازاة، دعا المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون كوريا الشمالية، ستيفن بيغون، بيونغ يانغ إلى استئناف المفاوضات على مستوى أعلى مما هي عليه حاليا، محذرا إياها من تفويت الفرصة. اختبار الأنظمة الصاروخية.. تحدي خطير للمجتمع الدولي يرى الخبراء في إصرار بيونغ يانغ على المضي قدما في اختبار أنظمتها الصاروخية، تحديا خطيرا للمجتمع الدولي وتهديدا للأمن في شبه الجزيرة الكورية، فبالرغم من التحذيرات المتكررة، تواصل كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية وآخرها تلك التي أجريت يوم الخميس الماضي، حيث أعلنت بيونغ يانغ عن نجاحها في اختبار نظام إطلاق متعدد للصواريخ الضخمة، أشرفت عليه أكاديمية علوم الدفاع. وقالت أن هذا الاختبار قد أثبت التفوق العسكري والفني لنظام الأسلحة وموثوقيته القوية، مشيرة إلى أنه قد تم تطوير الكثير من الأسلحة والمعدات ذات الأداء القوي خلال هذا العام من أجل التعزيز العسكري والتقني للجيش الشعبي الكوري. ويعد هذا الاختبار التجريبي الثالث عشر للأسلحة الذي أجرته كوريا الشمالية هذا العام، والاختبار الرابع لنظام إطلاق الصواريخ كبيرة الحجم، ويأتي بعد 28 يوما من اختبارها للقاذف المتعدد للصواريخ. وقد استأنفت كوريا الشمالية اختبارات الأسلحة الرئيسية في ماي الماضي، بعد توقف دام 18 شهرا. وفي هذا الصدد، أعلنت كوريا الجنوبية، التي دعت مرارا جارتها لوقف نشاطاتها العسكرية في المناطق الحدودية، عن إطلاق كوريا الشمالية لمقذوفتين مجهوليتن في اتجاه البحر الشرقي، يعتقد أن تكون قصيرة المدى، مؤكدة أنه ليست لديها نية لإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي. وتأتي هذه التجربة بعد أيام من الاحتجاج القوي الذي قدمته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إلى نظيرتها الشمالية، عبر خط الاتصال العسكري بين الكوريتين، على خلفية إجراء بيونغ يانغ لتدريبات مدفعية ساحلية تحت إشراف الزعيم كيم جونغ-أون، يعتقد أن تكون قد نفذت بقذائف عيار 76.2 ملم. وتقع الجزيرة في المناطق المحظور فيها إجراء تدريبات المدفعية الساحلية بموجب الاتفاق العسكري الموقع في 19 سبتمبر بين الكوريتين. وقد أعربت اليابان، على لسان وزير شؤون مجلس الوزراء، يوشيهيديه سوغا، عن أسفها لعمليات إطلاق الصواريخ التي تنفذها كوريا الشمالية والتي تشكل تحديا خطيرا لليابان وللمجتمع الدولي وتنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي غضون ذلك، رصدت سيول سلسلة من التحركات الأمريكية التي تظهر تشديد المراقبة الجوية في شبه الجزيرة الكورية، بعد إجراء كوريا الشمالية لاختبار قاذفة الصواريخ مؤخرا، حيث قامت طائرة تجسس أمريكية من طراز أرسي-135 دبليو بمهمة مراقبة فوق سيول وضواحيها، حسب ما أعلن عنه موقع إيركرافت سبوتس لتتبع حركة الطيران المدني.