علمت "السياسي" من مصادر جد مطّلعة من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بأن مصالح الوزير جمال ولد عباس قد برمجت مخططا لأستيراد حوالي أكثر من 150 ألف لقاح مضاد لأمراض الإلتهابات الكبدية التي تصيب الأطفال الرضع. وأشارت ذات الجهات المسؤولة التي رفضت الكشف عن هويتها أن الحكومة ضخّت غلافا ماليا لهذا العرض يفوق 3 مليارات دينار جزائري ويأتي تدخل السلطات العمومية في هذا الملف بعد أن سجل قطاع الصحة والصيدليات والمستشفيات بالخصوص تأخر وصول اللقاحات المضادة للإلتهاب الكبدي الخاص بالأطفال التي كان من المفروض أن تتزود به مخازن معهد باستور الجزائر، إلا أن هذا الأخير لم يكن يتوفر على الاعتمادات المالية الكافية لجلب هذا النوع من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مما أجبر الدولة والسلطات العليا في البلاد للتدخل لتسديد ثمن شراء اللقاحات المضادة لإلتهاب مرض الكبد لدى الأطفال، خطوة الدائرة الوزارية لجمال ولد عباس يأتي بعد تسجيل انقطاع كبير وملحوظ خلال الآونة الأخيرة، مما استدعى إبرام صفقة استيراد الآلاف من اللقاحات من المخبر الهندي، »أس أي.أي«. وزير الصحة أكد في تصريحات سابقة ل"السياسي" أن أزمة فقدان الأدوية للأمراض المزمنة ستعرف انفراجا مع حلول السنة الحالية 2012 وذلك بعد أن سخّرت الحكومة والخزينة العمومية مبلغا ماليًا هائلاً بلغ أكثر من 30 مليار دينار جزائري من أجل تزويد الصيدلية المركزية بجميع الأدوية التي تشهد ندرة وصفها في ذلك الحين بأنها مفبركة ومصنّعة من قبل دوائر مافيوية تحتكر الدواء لأغراض تجارية رخيصة على حساب صحة المواطن والمرض، مؤكدا في نفس الوقت أنه لا ندرة ولا فقدان الأدوية داخل المستشفيات والصيدليات بعد بداية العام الجديد وذلك بعد أن شكّلت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لجنة سميت »اليقظة« تتكون من عدة دوائر وزارية من بينها وزارة المالية والعمل والشغل والضمان الاجتماعي بالإضافة إلى الوزارة الوصية ومصالح الأمن الوطني، والتي ستعمل هذه اللجنة على محاربة احتكار الأدوية ومكافحة الندرة المفتعلة والمصنّعة من قبل مافيا الدواء التي تتلاعب حسب تقارير جمال ولد عباس بمصير مرضى السرطان والأمراض المزمنة في بلادنا.