خبراء ل السياسي : النهوض بالاقتصاد وتحسين الظروف الاجتماعية على رأس الأولويات ستجد الحكومة الجديدة نفسها أمام تركة كارثية على كافة الأصعدة، ورثتها عن جملة من ممارسات الحكومات السابقة، خلفت فسادا سياسيا وهشاشة اقتصادية، قلصت من فرص الجزائر في النهوض باقتصادها على الرغم من العوامل والإمكانيات التي تتوفر عليها. وفي السياق، يعتبر الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان عية، في تصريح ل السياسي ، أن الحكومة الجديدة من بين أهم أولوياتها فيما تعلق بالشق الاقتصادي، هو القضاء على عجز الميزانية المقدرة ب1500 مليار دينار، وهذا عن طريق إصلاح النظام الضريبي، بتطبيق القوانين الصارمة وضبط عملية التصدير والاستيراد. وأضاف عية، أن ثاني أولوية تقع على عاتق الحكومة لابد من معالجتها هي القضاء على العجز الخارجي الذي استنزف الخزينة العمومية، مشيرا أن هذه العملية تكون عن طريق مراجعة فاتورة الواردات على المواد المستورة، فضلا عن ضبط سعرها الذي اقتنيت به من مصدرها لتفادي تضخيم الفواتير، كما كان في السابق. وتابع ذات المتحدث، أن نبذ الممارسات الإدارية التي تحول في عملية تفعيل وتنشيط الاقتصاد، هو اكبر عامل يساعد في النهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة في ظل ما تعانيه الإدارة الجزائرية من ممارسات تصعب وتعرقل عملية الاستثمار، مشيرا أن الحكومة والدولة بكل مؤسساتها لابد لهم العمل سويا للمحافظة على استقرار الدينار، ناهيك عن ضبط سوق صرف العملة السكوار . من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، في تصريح ل السياسي ، أن الحكومة التي سيقودها جراد ستكون أمام العديد من التحديات، وعلى كافة الأصعدة والمستويات، سياسيا اقتصاديا اجتماعيا وامنيا. ففي الشق السياسي، أكد رزيق ان الحكومة ستكون أمام ورشة إصلاحات سياسية كبيرة تنطلق من فتح باب الحوار مع الحراك الشعبي لإيجاد الحلول التي تنهي الأزمة السياسية، مضيفا أن تعديل الدستور وقانون الانتخابات بالإضافة إلى إعادة تنظيم وضبط العمل السياسي، كما أن الملف الأمني سيكون الشغل الشاغل لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رفقة طاقمه الحكومي الجديد، وهذا لما تعيشه دول الجوار من أزمات وتحولات وفي مقدمتها القضية الليبية. أما بخصوص الشق الاجتماعي، فقد ابرز المتحدث أن القضاء أو التقليص من البطالة وخلق مناصب عمل عن طريق تدوير الاقتصاد، ورفع القدرة الشرائية للمواطن وتحسين الظروف المعيشية ستكون الوسواس القاهر للحكومة، مضيفا في السياق أن مشكل آخر سيكون أمام حكومة جراد، وهو السكن الذي ستعمل الأخيرة على القضاء عليه. بدوره، أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان شريط، في تصريح ل السياسي ، أن الحكومة الجديدة ستواجه العديد من التحديات على كافة الأصعدة، وأول رهان هو اختيار باقي التشكيل الحكومي بدقة لأن الدولة العميقة لازالت متجذرة في العديد من القطاعات، حسبه. وأضاف أن من بين التحديات التي ستؤرق حكومة جراد هي ذات طابع مالي واقتصادي، حيث يتوجب عليها تطهير المنظومة المالية، كما أن الملف الدبلوماسي يطرح نفسه بشكل قوي في ظل التحولات التي تعيشها دول الجوار وفي مقدمتها ليبيا. كما أشار ذات المتحدث، آن ملفات السكن، البطالة، الصحة والتعليم، ستطرح هي الأخرى نفسها يشكل قوي، لأن مطالب الحراك الشعبي تتمركز تقريبا حول هاته المجلات، ناهيك عن عملية تسريع وتيرة المشاريع العالقة وفتح أخرى.