تواصلت ردود الفعل الدولية المرحبة بتوقيع الأطراف الليبية المشاركة في حوار اللجنة العسكرية (5+5) على اتفاق لوقف إطلاق النار، تحت رعاية الأممالمتحدةبجنيف، معبرة عن أملها أن يكون خطوة رئيسية تجاه السلام والاستقرار في ليبيا. وعلى غرار العديد من الدول المعنية بالملف الليبي وبمسار التسوية الاممي، رحبت الجزائر باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، معربة عن أملها في أن يكون مستداما وملزما ومحترما ، وفق ما ذكرت وزارة الشؤون الخارجية. وقالت وزارة الخارجية - في بيان لها - أن الجزائر تعتبر أن هذا الاتفاق يعد بارقة أمل حقيقية لإنجاح مسار الحوار الوطني الشامل من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي يراعي المصلحة العليا لليبيا وشعبها الشقيق وتدعو كافة المكونات الليبية إلى الالتزام به وتطبيقه بصدق وحسن نية. وذكرت الجزائر بموقفها الثابت والمبدئي الداعي إلى ضرورة الوصول إلى تسوية سياسية سلمية عبر حوار ليبي- ليبي يقود إلى إقامة مؤسسات سياسية شرعية وموحدة عبر انتخابات نزيهة وشفافة وجامعة لإخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها. وتؤكد الجزائر - يضيف البيان - من منطلق موقعها كدولة جارة لليبيا تربطها بها روابط تاريخية وإنسانية وثيقة وعضويتها في مسار برلين، بأنها لن تأل أي جهد للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته والعيش في كنف الأمن والاستقرار بعيدا عن أي تدخل أجنبي . من جانبها، اعتبرت مفوضية الاتحاد الافريقي اتفاق وقف إطلاق النار في كافة الأراضي الليبية، خطوة هامة نحو إحلال السلام في ليبيا. وقال السيد موسى فكي رئيس المفوضية، في بيان إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي جرى توقيعه أمس الجمعة في جنيف برعاية أممية مرحب به، داعيا جميع الأطراف إلى احترام نص وروح هذا التطور المهم. وأكد موسى فكي على أن الشعب الليبي يستحق فترة راحة دائمة من الصراع من أجل بدء عملية المصالحة وبناء السلام في البلاد. كما اعتبرت جامعة الدول العربية الاتفاق انجاز وطني كبير. وأشاد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في بيان بالاتفاق ووصفه ب الإنجاز الوطني الكبير الذي من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الدولة الليبية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد أخبر الصحفيين بمقر الأممالمتحدة في نيو يورك عقب الاتفاق الليبي حول وقف إطراق النار في ليبيا، أن هذه خطوة رئيسية تجاه السلام والاستقرار في ليبيا. وأهنئ الأطراف التي وضعت مصلحة بلادها فوق خلافاتها. الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي رحبا، هما بدورهما، بالتوافقات والتفاهمات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، معتبرين ذلك خطوة أخرى في مسار تحقيق السلام في ليبيا. وأشاد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بإعادة تأكيد الليبيين لسيادتهم من خلال محادثات جنيف، مشددا على ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا تمهيدا لحل النزاع، وترك الشعب الليبي يقرر مصيره . وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، خوسيه أنطونيو، من جهته أن التوافقات التي أحرزتها محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5) بمثابة أخبار سارة وأن الاتحاد الأوروبي يقدم كل الدعم للمحادثات ، معربا عن أمله في استمرارها بشكل إيجابي وإجراء نقاشات مهمة حول اتفاق وقف إطلاق النار في الساعات القادمة. أما تونس، فقد اعتبرت الاتفاق خطوة هامة نحو تحقيق التسوية السياسية الليبية الشاملة والدائمة. من جانبه، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، عن تثمين بلاده للاتفاق الليبي في جنيف والحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية وتجنب التصعيد. كما أشادت وزارة الخارجية القطرية، من جهتها، بالجهود المبذولة من قبل المبعوثة الأممية إلى ليبيا، معبرة عن الأمل في أن يصمد هذا الاتفاق وتتم المحافظة عليه ، فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تطلع المملكة بأن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، مؤكدة أن الاتفاق يسهم في تدشين عهد جديد ي حقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها. وكانت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا قد أعلنت أن اللجنة العسكرية المشكلة من خمسة مسؤولين عسكريين من طرفي النزاع في ليبيا، توصلت إلى توافق حول فتح طرق برية وجوية، وإيقاف الخطاب الإعلامي التحريضي، وتفادي التصعيد العسكري، وتبادل المحتجزين وإعادة هيكلة حراس المنشآت النفطية، إضافة إلى طرد المرتزقة خلال 90 يوما بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية ، حسب ما جاء في نص الاتفاق.