تعرف العديد من صيدليات المستشفيات كميات كبيرة من الأدوية المنتهية الصلاحية، حيث تعود أسباب هذه الوضعية التي تحولت إلى أزمة بسبب انعدام التخطيط المحكم والجيد الذي أدى إلى تسيب المستوردين بعد أن تحول سوق الدواء إلى فوضى طفت فيها عدة مشاكل منها الندرة، واشتكت عمادة الأطباء الجزائريين من هيمنة المستوردين بعد أن تمكنوا من جلب أدوية هي في الأصل موجودة في المخازن باعتبار أن مدة انتهاء صلاحيتها قريبة وهو ما غلق هذا المشكل. وفي كيفية التخلص منها أكد بركاني بقاط، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أمس، بأن الجزائر لا تحتوي على شركات مختصة في إتلاف مثل هذه الأدوية المخصصة التي حتما ستحدث مشكلة في كيفية استغلال هذه الأدوية منتهية الصلاحية، وكشف رئيس عمادة الأطباء الجزائريين في اتصال ل«السياسي» بأن كمية الأدوية المنتهية الصلاحية تعتبر مشكلا عويصا بالنسبة لقاع الصحة، ويضيف نفس المتحدث بأن هناك عدة أسباب تركت هذه الكمية يكون مآلها الفساد ومن أهمها سوء التخطيط من جانب المستوردين أو بعبارة أخرى بين انعدام الاحترافية والبحث عن أكبر قدر من هامش الربح. بقاط يتهم المستوردين بجلب أدوية قرب انتهاء صلاحيتها وأشار بقاط بأن هنالك فوضى كبيرة على مستوى استيراد الأدوية ما ترك المستشفيات تغرق في هذا المشكل، ويضيف المتحدث بأنه لا يوجد مستوردين محترفين يعلمون ما يجلبون من دواء. ويبين رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بأن التخطيط الذي يفتقر له مستوردو الأدوية هو في معرفة كميات الدواء الذي يستعمل بكثرة في المستشفيات، ويضيف بركاني بأن هؤلاء التجار لا يأخذون بعين الاعتبار رأي الأطباء من خلال الدواء الذي يكتبونه للمريض بالكثرة، ومن حيث أيضا الأدوية أكثر طلبا. وأضاف نفس المتحدث بأن هذا المشكل هو عبارة عن نقص الرقابة الموجودة على المستوردين والقطاع بصفة عامة ويضيف بقاط بأن على الوزارة الوصية أن تفرض قوانين جد صارمة في قضية منح التراخيص للمستوردين. وأبرز بقاط بأنه رغم أنه توجد كميات من الأدوية انتهت مدة صلاحيتها توجد هناك نقصا كبيرا، وهذا بسبب عدم الإسراع في الإمضاء عن العديد من البرامج من طرف الحكومة، ويضيف المتحدث بأن هنالك أيضا مستوردين يقومون بجلب أدوية مستنسخة مع علمهم بأنه يوجد أدوية أصلية لكن هذه الأخيرة تساعدهم من حيث القيمة والتعاقد. وبشأن كيفية التخلص من هذه الأدوية المنتهية الصلاحية قال بقاط بأنه هنا يقع المشكل الكبير بأن الجزائر لا تمتلك شركات خاصة في إتلاف هذه الأدوية كما جرى في النفايات المنزلية ويضيف المتحدث بأن هذا ما صعب من هذه المشكلة التي تعد خسارة كبيرة. الإحصائيات الخاطئة تركت الأدوية تتعرض للفساد في المخازن ومن جهته أوضح غاشي الوناس الأمين العام للنقابة الوطنية لشبه طبيين في اتصال للسياسي بأن قضية الأدوية المنهية الصلاحية بأنها تعود لعدم وجود إحصائيات جيدة وتخطيط محكم، ويضيف بأن هذا يرجع لسوء التيسر الموجود في حلب الأدوية المناسبة. وأكد غاشي بأنه يجب جلب الدواء على حسب احتياجات المريض وما تحتاجه المستشفيات ولا يقوم هؤلاء المستوردون بجلب أدوية موجودة أصلا ولا حاجة لها، وبين الأمين العام للنقابة الوطنية لشبه الطبيين بأن هنالك من التجار من يستغل عدم وجود الرقابة ويقوم بجلب أدوية لم يتبق على انتهاء مدة صلاحيتها إلا ستة أشهر في حين أنه يلزم على من يقوم جلب الدواء أن تكون مدة انتهاء صلاحيتها أكثر من سنة ليتسنى للمشرفين على المستشفيات دراسة الكميات، ويضيف المتحدث بان هذه الدراسات وإحصائيات تكون في كل سنة خاطئة ما ينجر عنيها هذه المشاكل. وأضاف غاشي بأنه مع تواجد الإحصائيات الخاطئة بالإضافة إلى انعدام الضمير المهني وعدم تواجد المختصين كل في مكانه، وفي هذا السياق يضيف المتحدث بأن قبل سنوات لم تكن تحدث مثل هذه الأشياء التي تسبب الفوضى في قطاع الصحة.