توافد أمس العديد من المواطنين على مقبرة الشهداء بالعالية من أجل توديع الرئيس الأسبق للدولة الجزائرية الشاذلي بن جديد في جو مهيب حيث كان المئات من المواطنين ينتظرون دخول المقبرة للترحم عليه، حيث أن هناك الكثير من الذين لم يحالفهم الحظ لحضور مراسم الجنازة، إلا أنهم أبوا إلا أن يقفوا وفقة ترحم على هذا الرجل المتواضع. الكثير من عامة الشعب توافد على مقبرة العالية في هذا اليوم المهيب، معبرين عن حزنهم بفقدان هذا الشخص الذي طالما خدم البلاد والشعب في فترة حكمه، حيث كان المئات من المواطنين ينتظرون أمام بوابة مقبرة العالية لتوديع رئيسهم السابق ولو نظرة واحدة على قبره والدعاء له بالرحمة، مثلما هو الحال مع أحد المجاهدين الذين إلتقيناه أمام باب المقبرة حيث وصل متأخرا ما أجبر على الانتظار ورغم كبر سنه، لكن هذا لم يمنعه أن ينتظر تلك الدقائق والدخول إلى هذه الأخيرة والوقوف أمام قبر رفيق دربه إبان الثورة التحريرية، كل هذه المؤشرات تبن العلاقة الوطيدة التي تركها هذا الرئيس الراحل خلال فترة حكمه رفقة هذه الحشود التي أبت إلا أن تحضر مراسم جنازته التي مرت في أجواء حزينة ومهيبة، ووفر وصولنا إلى عين المكان وجدنا هؤلاء المواطنون ينتظرون بالقرب من باب مربع الشهداء ليشهدوا مراسم الجنازة ومن كل الفئات من شباب ونساء وشيوخ خاصة الذين عاشوا في فترة الرئيس السابق. كانت الساعة تشير إلى الساعة الثالثة إلا ربع بعد الزوال عندما وصل جثمان الرئيس الشاذلي إلى مقبرة العالية بالقرب من مربع الشهداء حيث كان في انتظاره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والعديد من الشخصيات الكبيرة في الجزائر من سياسية وإعلامية وإطارات، بالإضافة إلى رؤساء ووفود الدول العربية من دولة قطر جمهورية مصر والمغرب، والدول الأجنبية من بريطانيا، حيث شيعوا جنازة الرئيس التي تممت انتهاء مراسم الجنازة في حدود الساعة الثالثة والنصف، ولم يمنع المواطنين الذين لم يسعفهم الحظ أن يتواجدوا في الجنازة من الوقوف وقفة ترحم على روح الرئيس السابق للجزائر، حيث دفن الرئيس السابق للجزائر في مربع الشهداء بالقرب من قبر الرئيس الراحل أحمد بن بلة. كما حضر الجنازة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل إلى مقبرة العالية قبل وصول جثمان الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، في حين كان وصول رؤساء البلدان العربية على غرار دولة قطر جمهورية مصر والوفد الفلسطيني، ووفد من الدول الأجنبية ساعة أو نصف ساعة قبل وصول جثمان الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، حيث كان في انتظار الجثمان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي رافق موكب الجنازة المهيب من الباب إلى غاية مربع الشهداء أين تم دفن الرئيس الأسبق. كان الكثير من الحشود خلال هذه الجنازة التي مر في جو مهيب وحزين على فراق رجل طالما أحبه الشعب الجزائري إبان فترة حكمه، وفور وصول جثمان الرئيس السابق الشاذلي. كما شاء الله أن يدفن الرئيس الشاذلي بن جديد بالقرب أمام قبر الرئيس الراحل أحمد بن بلة. ومن جهته أكد الوزير الأسبق بأن الرئيس الشاذلي من الرجال البارزين في الدولة الجزائرية، حيث خدم البلد والشعب بكل إخلاص وتفان، ويعتبر فقدان الجزائر لرجل ورئيس قدم للجزائر كل ما يستطيع، فهذا حزن للجزائر فما علينا إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة. وكشف أيضا نايت يحيى أحد رفقاء الدرب للرئيس السابق الشاذلي بن جديد ل«السياسي» بأنه «كان من ضمن الأفراد الذين عملوا إبان الثورة التحريرية وبأنه كان رجلا متواضعا، ويضيف المتحدث بأنه كان يعمل رقفة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد خلال فترة حكمه وأنه كانت من بين الفترات القاسية التي مرت بها الجزائر، حيث بدأ بالرفع من الاقتصاد الوطني آنذاك وكان جل الشعب يعيش ظروفا جيدة، وأنه من بين أفضل الرؤساء الذين حكموا الوطن، وفي الأخير ما علي إلا أن أقدم تعازيّ الخالصة للشعب الجزائري وأعزي نفسي لأنني خسرت أخا».