تشهد ولاية سيدي بلعباس حركة تنموية متسارعة على كافة الأصعدة، إستطاعت من خلالها مواكبة الإحتياجات المتزايدة لسكانها. وبفضل المشاريع الكثيرة والهامة التي استفادت منها خلال المخططين الخماسين الحالي والماضي، عرفت هذه الولاية، الواقعة بوسط سهول شاسعة بين جبال تسالة في الشمال والضاية في الجنوب، تحولات كبرى في الواقع الاقتصادي والاجتماعي. وتحتل ولاية سيدي بلعباس موقعا إستراتيجيا حيث تتربع على حوالي 9.150 كلم مربعا من منطقة شمال غرب البلاد وهو ما يمثل 15 من المائة من هذه المنطقة. وهي تشكل همزة وصل تربط بين ولايات الشمال الغربي من الوطن وولايات بالجنوب حيث تحدها من الشمال ولاية وهران وعين تموشنت ومن الشرق معسكر وسعيدة ومن الغرب تلمسان ومن الجنوب ولايتا النعامة والبيض. وتتوفر الولاية، المتشكلة إداريا من 15 دائرة، على أزيد من 358 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية منها 210 ألف هكتار صالحة للزراعة والبقية مناطق سهبية علاوة عن أكثر من 203 ألف هكتار من المناطق الغابية. وقد انصبت الجهود التنموية بولاية سيدي بلعباس خلال العشر سنوات الأخيرة على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتأمين الاحتياجات في مختلف مناحي الحياة لاسيما السكن والشغل والماء والصحة، حسب مسؤولي هذه الجماعة المحلية، التي يقدر عدد سكانها بأزيد من 622.670 نسمة. وفي هذا الإطار، حظيت الولاية خلال الخماسي الجاري ب880 مشروع تنموي في مختلف المجالات بغلال مالي قدره 98 مليار دج .وكل هذه المشاريع هي في طور الانجاز، حسب مسؤولي الولاية. تجسيد أكثر من 12 ألف سكن من ضمن هذه المشاريع، تجسيد 12.623 وحدة سكنية في مختلف الصيغ بجميع بلديات الولاية منها 6.000 سكن اجتماعي وتتكفل بهذه المشاريع 1700 مؤسسة إنجاز. كما تم هذه السنة إستلام 1.600 سكن اجتماعي شرع في توزيعها. وتم منح الولاية مؤخرا حصة إضافية ب10 آلاف وحدة سكنية من مختلف الأنماط. وقد أسهمت هذه البرامج السكنية الهامة في التخفيف من أزمة السكن ومكافحة السكن الهش من جهة وإحداث توسعات ملحوظة في النسيج العمراني بمختلف التجمعات السكنية. ونظرا لكون أن غالبية سكان المنطقة بقطنون بالأرياف، فقد تم التركيز أيضا على النهوض بالتنمية الريفية وذلك من خلال إنجاز أكثر من 1.400 سكن ريفي مدعما بمشاريع لزيادة مداخيل هذه الأسر على غرار تربية الدواجن والنحل والمواشي وزراعة الأشجار المثمرة وذلك في اطار المشاريع الجوارية التي تشرف عليها محافظة الغابات. وفي المجال الصناعي تتوفر ولاية سيدي بلعباس على قاعدة صناعية تضم شركات ذات أهمية على المستوى الوطني من أهمها الشركة الوطنية للصناعات الإلكترونية وشركة العتاد الفلاحي وعدد من الوحدات في الصناعات الغذائية. وقد رافق التنمية الاقتصادية تطور مماثل في الجانب الخدماتي لاسيما في قطاع الصحة الذي يضم مركزا استشفائيا جامعيا و3 مستشفيات ومؤسستين متخصصتين وعدة هياكل صحية أخرى منها 7 عيادات متعددة الخدمات. وفي قطاع التربية تعد الولاية 273 مدرسة ابتدائية و92 متوسطة و37 ثانوية. ومن جانبها تضم جامعة "الجيلالي اليابس" بسيدي بلعباس حاليا 6 معاهد في مختلف التخصصات العلمية. ويوفر قطاع التكوين والتعليم المهنيين من جانبه، 28 مؤسسة تكوينية منها 11 تابعة للقطاع الخاص بطاقة اجمالية قدرها 7.750 مقعد تكوين. مشروع نقل جديد يربط سعيدة بسيدي بلعباس وفي مجال الربط بالسكة الحديدية، تدعمت الولاية بمشروع يربط مدينة سعيدة ب"مولاي سليسن" بولاية سيدي بلعباس على طول 120 كلم. ويبلغ طول شكبة السكة الحديدية بالولاية حاليا 199 كلم. كما يجري حاليا بعاصمة الولاية إنجاز مشروع الترامواي بتكلفة مالية تقدر ب32 مليار دج. ويحتوي المشروع على 20 محطة وسيتكفل عند إستلامه بنقل يوميا أكثر من 62 ألف راكب. كما حظيت ولاية سيدي بلعباس من جهة أخرى بنظام نموذجي للإنذار من فيضان وادي مكرة، يتمثل في شبكة إلكترونية لإطلاق إنذارات في حال الفيضانات. وفي مجال الربط بشكبة غاز المدينة وصلت نسبة التغطية بالولاية إلى أكثر من 66 من المائة وذلك عبر 45 منطقة فيما وصلت نسبة الربط بالطاقة الكهريائية إلى 98 من المائة. تجديد 18 ألف متر طولي من قنوات المياه الشروب أما في مجال التموين بالماء الشروب، فقد تم خلال السنوات الأخيرة، تجديد 18 ألف متر طوالي من القنوات بعدة بلديات من هذه الولاية التي تقدر حصتها اليومية بأكثر من 53 ألف متر مكعب. وفيما يتعلق بجهود تطوير قطاع الشباب والرياضة، فقد حظيت ولاية سيدي بلعباس خلال الخماسي الجاري من مشروعين يخص الأول انجاز مدرسة شبه أولمبية في كرة القدم والثاني مركب لتجمع الفرق الوطنية لا يزالان في طور الانجاز.