أعلنت جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين عن تسجيل قرابة 300 حالة اعتداء جسدي ضد النساء الصحراويات بالمناطق المحتلة خلال سنة 2013 الناجمة عن التدخل العنيف لقوات القمع المغربية أثناء تفريق المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأوضحت الجمعية على لسان اعبيدة محمد بوزيد عضوة بالجمعية، عشية إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أنه تم خلال سنة 2013 في الفترة الممتدة من جانفي إلى اكتوبر المنصرم عن تسجيل ما يفوق261 حالة اعتداء جسدي «لكم وصفع وركل بالأرجل والتهديد بالاغتصاب» بالإضافة إلى نزع الملابس عنوة والتعرية في الشارع العام، وأشارت إلى أن نظام الاحتلال المغربي عمد على الحصار وفرض العزلة الجبرية على المواطنات الصحراويات ومنعهن من التجمع واللقاءات العامة والتضييق والتحرش اللفظي والجسدي بالمناضلات في الشوارع والأماكن العامة. ورصد خلال التظاهرات التي شاركت فيها النساء استهداف اللباس الصحراوي المعروف ب«الملحفة» ومحاولة نزعه للمرأة الصحراوية كتعبير عن تجريدها من عزتها وأصالتها، ومن هذا المنظور أكدت أعبيدة محمد بوزيد أن هذه الممارسات العدائية واللانسانية تدل على سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على أي صوت للمقاومة وأن ما استهداف المرأة الصحراوية ومحاولة عزلها ومواراتها عن الساحة النضالية ما هو إلا دليل على القوة والمكانة الرائدة التي تلعبها النساء الصحراويات في مسار الحرية والتحرر. وأكدت اعبيدة محمد بوزيد أن الجمعية تسجل قلقها إزاء التطور الخطير الذي تشهده المرأة الصحراوية في المدن المحتلة وما تتعرض له من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومن أساليب ممنهجة في القمع والتعذيب قصد ثني المرأة الصحراوية عن مسارها الكفاحي السلمي وبغية إبعادها عن الساحة النضالية. وفي نفس السياق أكدت أن السلطات المغربية عمدت خلال السنة الحالية إلى اعتماد أساليب جديدة في التصدي للمظاهرات السلمية بحيث أصبحت تنتهج أسلوب السحل والتحرش ضد المرأة الصحراوية جهارا نهارا وذلك أثناء فك الاعتصامات وتفريق المظاهرات، وقالت أن هذه الأساليب الجديدة التي يستعملها المستعمر المغربي بالمناطق المحتلة تأتي إضافة إلى عمليات اختطاف وتعذيب الصحراويات المتظاهرات ثم الرمي بهن خارج الأحياء السكنية كحالة الناشطة الحقوقية والمناضلة الصحراوية «سلطانة خيا». وعموما سجلت الجمعية ما يفوق 773 حالة سوء معاملة نتج عنها في الكثير من الحالات إصابات خطيرة ناجمة عن التدخل العنيف لقوات القمع المغربية أثناء تطويق وتفريق التظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلال بلاده، كما سجلت الجمعية -حسب ذات المصدر-أكثر من 670 حالة منع في حرية التعبير والتظاهر السلمي بالإضافة إلى رصد ما يتجاوز 101 حالة تعذيب ناتجة عن اختطاف أواعتقال تعسفي ضد المعتقلين السياسيين داخل السجون المغربية.