تعد التدفئة المدرسية إحدى أهم المعوقات التي تقف في وجه التمدرس السليم لتلاميذ اليوم في ظل تذبذب هذه الخدمة في بعض المؤسسات التربوية وانعدامها الكلي في العديد من المدارس وتتفاقم المشكلة مع التدني الملحوظ لدرجات الحرارة في الموسم الشتوي أين يضطر الكثير من المتمدرسين إلى الإبقاء على ملابسهم الشتوية فوق أجسادهم طوال فترة تلقي الدروس، بما أنها أغلب الأقسام تتحول إلى ثلاجات تتفنن في تجميد تلامذتها. ولا يقتصر تفوق تلميذ في مساره الدراسي على الاجتهاد فحسب بل يتطلب أيضا توفير الظروف المناسبة داخل المؤسسات التعليمية، ومن بينها التدفئة التي تخلو منها الكثير من المؤسسات التربوية داخل وخارج التجمعات الحضارية مما اثر سلبا على المردود العلمي للتلاميذ. ولدى قيامنا بجولة ميدانية بالقرب من بعض المؤسسات التربوية في العاصمو وضواحيها وقفنا على حجم النقاص التي تعيشها المؤسسات التربوية غير أن الكثير من الأولياء يتفقون على أن التدفئة تعد أهم الأولويات بسبب تدني مستويات الحراراة، وكشفت أم أيمن أن إبنها الذي يدرس في الصف الثاني إبتدائي يتبول داخل القسم من شدة البرودة وتضيف سعاد التي إلتقيناها أمام إبتدائية بضواحي العاصمة أنها تضطر إلى مضاعفة عدد الملابس الشتوية اليومية التي ترتديها طفلتها خصوصا وأنا تشتكي مرارا من برودة القسم، نفس المشكل تطرق له علي الذي أكد أن أبناءه المتمدرسون يشتكون من نقص التدفئة المدرسية وكشف ولي التلميذ عصام أن إنعدام التدفئة في المدارس يؤثر سلبا على المتمدرسين خاصة وأن الطفل الصغير ضعيف البنية لايتحمل البرودة الشديدة، وهو ما يؤثر سلبا على تحصيله الدراسي وهو مايؤكده أولياء تلاميذ. ولاية ميلة إحدى المناطق التي تشهد تذبذبا في خدمات التدفئة داخل وخارج التجمعات الحضارية، حيث عبر العديد من الأولياء عن تذمرهم الشديد من إنعدام التدفئة في المؤسسات التربوية خاصة في ظل التدني المحسوس لدرجات الحرارة الذي يشهده الموسم الشتوي، وفي هذا السياق، أفادت إحدى المعلمات من ميلة، أن التلاميذ والمعلمين يعانون من مشكل غياب التدفئة منذ فترة طويلة اضافة الى أن مياه الأمطار تقطر من على أسقف الأقسام، فيما أكد احد المعلمين أن المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة تعود إلى الموسم الدراسي الفارط وتفاقمت هذه السنة مما اثر سلبا على المسار الدراسي للتلاميذ. ولمواجهة هذه الوضعية، اقتنت مديرية التربية بالولاية 600 مدفأة عن طريق صفقة بالتراضي مع مؤسسة «سوناريت» بفرجيوة لسد العجز المسجل في هذا المجال، وسيتم توزيع هذه المدفئات حسب الأولوية بدءً بالمناطق النائية والأكثر برودة خلال فصل الشتاء، وهو ما أكده أك رئيس مصلحة بمديرية التربية محمد بعوش لإذاعة الجزائر من ميلة. وفي سياق متصل يطرح مشكل صيانة أجهزة التدفئة بعد تركيبها حيث وضعت لذلك مديرية التربية إجراءات محددة، وفي ذات السياق، كشف رئيس مصلحة بمديرية التربية محمد بعوش أنه تم تكليف المفتشين بالنسبة للتعليم الابتدائي للتواصل مع البلديات ومراجعة مديرية التربية في حالة وجود صعوبات أو عراقيل. ولسد العجز نهائيا في مجال التدفئة لكافة مدارس الولاية، سيتم في الأشهر القليلة المقبلة طرح صفقة جديدة لاقتناء مدفئات ستسهم في القضاء نهائيا على هذا المشكل بالمؤسسات التربوية. أولياء التلاميذ: «ضُخّت أموال للقضاء على مشكلة التدفئة لكن تنقص المتابعة الميدانية» أفاد رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ الحاج دلالو في اتصال ل«السياسي» أن مشكل التدفئة في المؤسسات التربوية يعود بالسلب على التحصيل العلمي للتلميذ خاصة في المناطق التي تعرف إنخفاضا محسوسا في درجات الحرارة، كاشفا أن الفيدرالية قد رفعت مطالبها بهذا الخصوص إلى وزارة التربية الوطنية في وقت سابق أين تقرر إيلاء أهمية لهذا الملف وتم إتخاذ قرار وإدراج مخطط خاص بالتدفئة يتضمن تخصيص أضرفة مالية وتوزيعها عبر 50 مديرية على المستوى الوطني، وأشار المتحدث إلى مشاركة الفيدرالية كانت في زيارات ميدانية رفقة وزير التربية السابق للوقوف عن النقائص عن كثب، وتم تسجيل خلالها تجسيد التدفئة في العديد من المؤسسات التربوية عبر الوطن في حين لازال تذبذب في ولايات أخرى، مضيفا أن غياب التدفئة في بعض المؤسسات التربوية راجع إلى تعطلها خاصة وأن العطب في الكثير من المدفأت ناتج عن قطع غيار بسيطة، وفي ذات السياق قال بن دلالو أن الدولة وفرت الإمكانيات للقضاء على مشكلة التدفئة في المؤسسات التربوية غير أن هذه الأخيرة تفتقر إلى متابعة ميدانية للوقوف على الخلل في القطاع.