تجمع عشرات المواطنين أول أمس في شارع موريس أودان استجابة لنداءات دعاة المقاطعة، وقد أصيب من يطلقون على أنفسهم حركة بركات المستنسخة من مصطلح حركة كفاية المصرية، بخيبة أمل جديدة بعد فشلهم فشلا ذريعا في استقطاب المواطنين عكس ما كانوا يتوقعون، وتناقص عددهم واختفت بعض الوجوه المعروفة التي ظهرت في حصص تلفزيونية تنادي بهذه التظاهرة، وهذا ما خلق بلبلة وسط المتظاهرين أنفسهم بعد عدم ظهور من كان يدعون لهذه الوقفة، وقد انقسم الداعون إلى هذه التظاهرات رغم قلة عددهم، إلى ثلاثة اتجاهات، ويرى المتتبعون أن الذي يحدث داخل هؤلاء ينم عن انشقاقات بالجملة في صفوفهم وهذا ما ظهر للعيان أول أمس، حيث انقسموا إلى 3 مجموعات كل واحدة منهم تعزف بشعاراتها، خاصة بعد خيبة الأمل التي أصابتهم بعد عدم قدرتهم على استقطاب الجماهير الذين قدموا لهم صفعة قوية تنم عن رفضهم لكل أشكال التخلاط، خاصة مع استعمال هؤلاء لمصطلحات رنانة مستوردة من دول أخرى لا تنطبق على الواقع الجزائري، حيث أن أغلبية الشعب برهن بعدم الاستجابة لدعواتهم، لأنهم ملتفون حول استقرار وأمن البلاد، ويقول متتبعون أن استعمال عدة مصطلحات يهدف إلى استقطاب عدد كبير من الجماهير، حيث أنهم لم يوفّقوا في المرة الأولى في جلب المواطنين، فعمدوا إلى تغيير مصطلحاتهم، وتبقى الأسئلة المطروحة حسب المتتبعين، ما الذي يريده بالضبط هؤلاء؟ وأين يريدون أن يصلوا؟ ومن يقف وراءهم؟. ولقد انطلقت حملات واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط المواطنين منادية بصوت واحد بركات من التخلاط ، مؤكدين أن كل شخص له الحق في التعبير عن رأيه، لكن الصندوق هو الفاصل وليس الفوضى. وهاهم دعاة المقاطعة، يفشلون من جديد أمام صلابة برنامج المجاهد عبد العزيز بوتفليقة في الميدان ووعي المواطنين وحنكة رجال الشرطة الذين تعاملوا معهم بكل احترافية، أمام استفزازات بعض المتظاهرين الذين لم يتجاوز عددهم 200 شخص في شارع موريس أودان بالعاصمة، ورغم كل الاستفزازات التي حاولوا استعمالها، إلا أن الشرطة الجزائرية برهنت عن احترافية كبيرة في التعامل مع مثل هذه التصرفات، وبالرغم من التضليل الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، التي وللأسف راحت تضخم الحدث وتصور المارة والفضوليين على أنهم متظاهرين، وهذا ما أكده اختصاصيون وخبراء عن سبب اختيار شارع موريس أودان للتظاهر دون باقي الأماكن من العاصمة، وقد ثبت أول أمس، صحة هذه الحقائق التي نشرناها في السياسي ، في العدد 1026، يوم الأربعاء الموافق ل5 مارس 2014، وقد تهاطلت رسائل المواطنين على السياسي شاكرين الحقائق التي كشفناها وشاهدوها على أرض الواقع، متسائلين عن كيف أن لعشرات الأشخاص أن يفرضوا منطقهم ورأيهم على الشعب الجزائري، ويتكلمون باسم 38 مليون مواطن، وتساءلوا: لماذا يخاف هؤلاء من الذهاب إلى صندوق الانتخابات ماداموا يطالبون بالديمقراطية؟، وقد أعرب سكان وتجار شارع أودان عن تذمرهم من هذه التصرفات التي تعيق حياتهم اليومية، وقال أحد المواطنين ما بغاوش يفهموا بللي واحد ما حاب يمشي معاهم والشعب الجزائري فاق وبركات من التخلاط .