عرضت سهرة أول أمس، بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، مسرحية الرهينة للمخرجة الواعدة نبيلة ابراهيم عن نص محمد بويش ومعالجة درامية لمحمد الطاهر زاوي، وهو العرض الأول بالعاصمة بعد عرضها الشرفي في الباتنة منذ أيام، وقد تم العرض وسط حضور ضم مسرحيين وسينمائيين وبقية الجمهور الذي تنقل رغم الجو المطير. وتعد الرهينة أول عمل مسرحي ينتجه مسرح باتنة الجهوي. وعايشه الجمهور؛ وتحكي قصة البطلة المسكينة التي لازمها الحزن، التي شاءت لها أنانية مجتمع الذكور أن تكبر وتشب رهينة أهوائه وتظل حبيسة العادات والتقاليد التي جعلت من المرأة العبد المطيع لما يريده ويهواه لرجل. وتروي المسرحية أيضا هموم المرأة المتهمة بأنوثتها المسلوبة من كل إرادة وحرية وكيف تسعى بكل ما أوتيت من قوة الخروج من السجن الذي فرضه عليها الأب والأخ ثم الزوج. و قد تابع الحضور باهتمام بالغ مجريات العمل المسرحي رغم عمقه الفلسفي وحسب المخرجة نبيلة ابراهيم الرهينة هي مسافرة بين أمواج الرفض منذ الصرخة الاولى، طريقها الى الربيع يمر عبر بوابة الظلمات التي يحرسها زبانية الماضي المقيد في تقاليد الشتاء، وسجانها صوتها القابع في زوايا الالم والانكسار منها، فتصبح رهينة الاستكانة، الرهينة هو عقل المرأة التي يحاول عقلها كسر القيد والانتفاض ضد الرؤية الصدئة للأخر والخروج إلى الوان برائحة الحرية ولكن ..أنى ذلك. لمعرفة السجان ألا يكفي أن ننظر بغير العيون إلى المرآة؟ وهل باب الخروج إلى الربيع الأزرق هو فعلا مغلق من الخارج. أما كاتب حروف المسرحية فيرى أن الرهينة هي صرخة من رقيم الانتظار تحاول أن تجيب عن أسئلة مفخخة ترتب لحقيقة الشعور بالانا خارج أبوة التأويل لحق القهر في غياب الحلم في تراجع الفصول وضمن تراجيديا السجن والانتظار يحلق النص في البحث عن ساعي البريد القادم الوحيد لجسد الوقت المسجون، ككابوس في خبايا امرأة مقيدة بالشهيق والزفير، وهل يصل الصوت قبل أن يعتلي الجدار مكامن السؤال. جدير بالذكر أن العمل المسرحي أداه كل من نوال مسعودي ومحمذ الطاهر زاوي، التعبير الجسماني محمد الامين نية، عبد الناصر أعراب، زايد جنان، كوريغرافيا سماح سيدة ، تأليف موسيقي عبد الحفيظ دمبري، سينوغرافيا مراد بوشهير. يذكر أن عمل المخرجة هو من أجل التخرج من معهد برج الكيفان.