عمدت بعض المحلات مؤخرا إلى بيع بعض الأطباق التقليدية التي كان إعدادها مقتصرا على ربات البيوت، كطبق الشخشوخة والكسكسي، الذي احتل واجهات بعض المحلات وهو النشاط الذي لقي رواجا كبيرا لدى الباعة في بعض أحياء العاصمة، ما جعل من هذه الأطباق النشاط الرئيسي لبعض المحلات المختصة في بيع المأكولات في الوقت الحالي، خاصة وان هذه الأخيرة لقيت استحسانا معتبرا من طرف المواطنين، خاصة الذين يعملون بعيدا عن مقر سكناهم، وأمام انتشار هذه المحلات في العديد من أرجاء العاصمة، قامت السياسي بجولة استطلاعية لمعرفة وجهة نظر المواطنين والباعة في هذه الظاهرة التي تشهدها العديد من المحلات في أرجاء العاصمة. الشخشوخة.. الدوبارة.. محل إقبال المواطنين فبعد أن أصبحت الأكلات التقليدية مقتصرة على الأفراح والمناسبات، تزينت العديد من واجهات المحلات بهذه الأطباق التقليدية الجاهزة كالسكسي والشخشوخة وغيرها من الأطعمة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين المتواجدين بالعاصمة وأمام انتشار هذه المحلات في العاصمة، استطلعت السياسي آراء بعض المواطنين من اجل معرفة أسباب هذا الإقبال الهائل على هذه المحلات المختصة في بيع الأطباق التقليدية، ليقول في هذا الصدد مراد من العاصمة إن هذه المحلات تعمل على إحياء التراث الذي تم توارثه عبر الأجيال والذي أبت العديد من النساء العصريات التخلي عنه ، ومن جهة أخرى، يضيف طارق، 33 سنة، إن هذه الأطباق وفرت لنا الاختيار وأكل ما يشتهيه الفرد بعيدا عن تلك الأكلات السريعة . ومن جهة أخرى، تقول نعيمة، 55 سنة إن هذه المحلات فرضت نفسها بقوة في الآونة الأخيرة خاصة أمام تخلي العديد من النساء على هذه الأطباق التقليدية، فوجدت هذه المحلات المختصة في بيع الأطباق التقليدية الجاهزة، ضالتها في بعض الأحياء، الأمر الذي جعل لهذه الأخيرة زبائنها المفضلين وهو ما كان لها بمثابة فرصة لمزاولة نشاطها وبشكل كبير خاصة مع إقبال المواطنين عليها وبالرغم من عدم طهي العديد من النساء لمختلف هذه الأطباق، إلا أنهن محل إقبال عليها في المحلات ، وهو ما أعربت عليه نسرين طالبة من بن عكنون قائلة رغم أنني لا أقوم بطهي هذه الأطباق التقليدية، إلا أنني أحب ان آكلها في هذه المحلات . المسفوف ب80 دج ومع انتشار هذه المحلات في العديد من أرجاء العاصمة، يرى العديد من المواطنين المقبلين عليها، أن التقليدي يبقى له طعم خاص، إذ يرى احد الموظفين بشركة خاصة ان هذه المحلات الخاصة ببيع المأكولات التقليدية هي فرصة للتمسك بالأكلات التقليدية، وقال المتحدث إن هذه الأطباق اللذيذة أفضل بكثير من البيتزا وغيرها من باقي الأكلات السريعة المملة ، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن السعر الخاص بطبق المسفوف محدّد ب80 دينار، معلقا بقوله إن الأكلات التقليدية لا تزعزعها كل أنواع المأكولات الأخرى كالبيتزا وغيرها من وجبات الأكل السريع . فيما أشار موظف آخر إلى أنه يقتني تقريبا مرتين في الأسبوع طبق الشخشوخة من هذه المحلات في فترة الغداء خاصة وانه يعمل بعيدا عن منزله، معربا بذلك على ارتياحه لتناول هذه الأطباق التقليدية، كما انه يشعر بالفخر من جهة وبالأسف من جهة أخرى، لتخلي العديد من النسوة عن إعداد هذه الأطباق. من جهتها، أوضحت إحدى السيدات عن سبب تخلي الكثير من النساء عن هذه الأطباق برفض أبنائها تناولها لمداومتهم على الأكل السريع. الباعة: تخلي العديد من النسوة عن هذه الأطباق.. سهّل نشاطنا للوقوف أكثر على هذا الموضوع، قمنا بسؤال أحد البائعين عن مدى إقبال الزبائن على هذه الأطباق، فأجابنا أن هناك إقبالا لا بأس به من قبل الرجال ممن يعشقون هذه الأطباق، إلا ان تخلي الكثير من العائلات الجزائرية عليها، ساهم في إقبال الكثير من الزبائن بالخصوص الموظفين والعمال الذين يعملون بعيدا عن ديارهم، وعن معرفة من يقوم بتحضير هذه الأطباق، تقربنا من احد الباعة بإحدى هذه المحلات المختصة في بيع هذه الأطباق التقليدية، فقال هناك بعض النساء ممن يقمن بتحضيرها بعقد خاص من اجل تمكننا من مزاولة هذا النشاط ، واما عن فكرة هذا النشاط، يضيف محمد أنها فكرة إحدى السيدات التي تجيد طهي هذه الأطباق التقليدية، وعن أسباب انتشار مثل هذه المحلات في العاصمة، يضيف احد الباعة ببن عكنون الأطباق التقليدية في طريقها للاندثار خاصة مع تغير الذهنيات واتجاهات المرأة العصرية في مجال الطبخ ، وعن أثمان الأطباق التقليدية التي تباع في العديد من المحلات، يضيف احد البائعين بالعاصمة قائلا أثمان هذه الأخيرة جد معقولة، فبخصوص ثمن المسفوف، فيقدّر ب80 دج وهذا يختلف باختلاف الطبق